إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فتى مكة مشاهدة المشاركة
المشهور أن تلك القصة كانت بين الإمام مالك والخليفة أبي جعفر المنصور
وأما أن الإمام لايجبر المسلمين على مذهبه فهذا القول يصح في الفروع الفقهية ، ولكن السلطة السياسية في العصور السابقة كان لابد لها في نهاية الأمر من تبني مذهب فقهي معين توحيدا للتشريع والفتوى والقضاء وحسما للنزاع ، ولذلك نجد الخريطة المذهبية تتوزع على بلاد المسلمين ، المالكي في المغرب والشافعي في مصر والحنفي في الدولة العثمانية وهكذا ..
الذي أذكره أن ما كان بين أبي جعفر المنصور والإمام مالك رحمه الله هو أن أبا جعفر أمر الإمام مالك كتابة كتاب الموطّأ وقال ما نصّه:

"وطّئ للناس كتابًا تجنب فيه شدائد ابن عمر ورخص ابن عباس"

عموما موضوعنا في الفروع والخلافات فيها ولا شك ..

فلا اختلاف بين المذاهب في ماهية الصلوات الخمس ولا عدد ركعاتها ..

ولا اختلاف في وجوب الزكاة والصيام

ولا اختلاف في حُرمة السرقة ولا اختلاف في حدها ..

ولا اختلاف في حُرمة القتل وعقوبته المنصوصة "القصاص"

كلامنا في فروع ذلك .. وفروع الفروع ..

على سبيل المثال .. كما قلنا لا اختلاف في الصلوات ولا في عدد ركعاتها ولكن ..

الأحناف كما هو معلوم للملاحظين يختلف لديهم وقت صلاة العصر عن بقية المذاهب

فالثلاثة المذاهب الأخرى يرون دخول الوقت "حين يصبح ظل كل شيء مثله"

بينما الأحناف يرونه "حين يصبح ظل كل شيء مثليه"

ولهؤلاء دليلهم .. ولأولئك دليلهم ..

فهل نجبر أصحاب المذهب الحنفي على الصلاة إن رأوا بمذهبهم أنه لم يدخل وقت الصلاة بعد ؟