صفحة فيس بوك
أحمد بامجبور

من الواقع ٥٧)

( منابر الضعفاء )


حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ، ألا يجدر بنا على أضعف الإيمان أن ندين ونشجب ونستنكر جرائم الإبادة بأشكالها من قتل وتعذيب وحرق في وضح النهار في مهزلة من مهازل التاريخ وهم يمثلون بإخوتنا المسلمين في مينامار (بورما) لاذنب لهم غير إعتناق دين الإسلام ، في القرن الحادي والعشرين الذي بلغت فيه قوانين الأمم المتحدة في حقوق الإنسان المكذوبة منتهاها وهم يضمرون العداء لخير أمة أخرجت للناس في ظل إنشغال قياداتها وزعاماتها في خلافات أنهكت الكل ومكنت الأعداء من إذلال إخوتنا في العقيدة وانتهاك كراماتهم وأعراضهم.

هؤلاء المؤمنون بالله واليوم الآخر ، بالإسلام دينا" وبمحمد نبيا" ولم يفرطوا في دينهم وأعظم ايضا" درجة ممن يقبض على الجمر عندما ترى أحدهم
يحرق قائما" في تنور الجبابرة وهم يضحكون حوله، وما رأينا من المقاطع المقززة المستفزة لكل مسلم من حرق وذبح وتقطيع بالسكاكين وتمثيل بالأحياء والتشفي فيهم من جموع محتفلة بكل وقاحة وهم يعذبون بمالايحتمله كائن حي حتى يموت إلا دليل على قوة إيمان هؤلاء الشهداء في جحيم الوثنية وكأننا نعود إلى قصة أصحاب الأخدود ،بل أبشع منها في محارق من يتلذذ بتعذيب الموحدين وحرقهم وأكل لحومهم أحيانا".

إنني من منبري هذا الضعيف أناشد كل مسلم غيور أن يرفع صوته بالإستنكار والتنديد ورفع مظالم إخوتنا في الإسلام لأعلى جهاز قضائي يوقف هذه الإبادة ويحاكم مجرمي هذه البشاعة التي يندى لها جبين الإنسانية جمعا" في ظل التعتيم الإعلامي العالمي وإغلاق مصالح الإسلام والمسلمين في دائرة الغبن والظلام الدامس في حين لو ضل كلب في مجتمعهم لسلطت عليه الأضواء ولتحركت طائراتهم لنجدته وإسعافه.

إنني من منبري هذا كمسلم ضعيف لاحول له ولاقوة أناشد منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي ومنظمات المسلمين أينما كانت بالدعوة لإجتماع فوري وإتخاذ ما يمكن تنفيذه على الواقع ولو في مستوى أضعف الإيمان فنبينا عليه الصلاة والسلام يقول : من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ،(وإن كان في حديث ضعيف ) فكيف والخطب جلل وإخوتنا تحت التعذيب والإبادة ونحن ننعم بالمطعم والمشرب والملبس ونلهوا وكأن ماحل بهم لايعنينا.

أخي المسلم قم بواجبك في نشر هذا الإستنكار من منبر أخ ضعيف فقير إلى الله فقد تتقوى أصوات منابر الضعفاء وتصل الى من أراد الله له الخير والأمن يوم الدين ويجعله سببا" في التفريج عن إخوتنا المكروبين حيث قال نبينا عليه الصلاة والسلام : من نفس عن مؤمن كربه من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، فكيف بمن نفس عن شعوب مسلمة تحت التعذيب .
وقال أيضا"صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، والقائل عليه الصلاة والسلام :المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"، وماأجدر بقنوات أمة الإسلام الفضائية وأجهزت إعلامنا وهي كثر أن تتبنى نكبتهم وتنشر المجازر والتمثيل الذي وقع بهم للعالم بأسره ، وكلنا أمل في شبابنا المحامين أن يجتهدوا في توثيق مظالم إخوتنا في الدين للتاريخ لعل أن يتم الإنصاف ولو بعد حين .

أخي المسلم أحييك على غيرتك وإن لم تك بيدك حيلة للتغيير فانضم مأجورا" الى منابر الضعفاء بصوتك وتنديدك، ولاشك أن مالك الدنيا والدين بصير بمايعملون ويقترفون وهو يمهل ولا يهمل وهنيئا" لهؤلاء الصابرين بالدرجات العلى في الجنة، والآخرة خير وأبقى،،، ربنا لا تؤاخذنا في خذلانهم فنحن الضعفاء الذين لا حيلة لنا ولاسلطة وإنا لمستنكرين وغاضبين وندعوا لهم حتى تهيئ لهم النصير ، وماذالك عليك بعزيز.

(أبومجبور)