مرحبا
في كثير من الأحيان
نجد أشخاص لايستمعون
سوى لألوان فنية محددة
وقد يكون الأغلبية ممن حولنا
لا يخرجون عن ألحان المصريين العمالقة
أو المطربين السعودين الكلاسيكيين فقط
أو يستمعون لفنان واحد فقط
لدرجة أني ألتقيت بشخص
لا يستمع سوا لكرامة مرسال
ولا يعرف إلا أغنية " متيم " فقط
والتي يغنيها " كرامة مرسال " فقط
وهناك من يعتبر الحصر في الإستماع
على فنان واحد فقط ميزة
وكما تعلمون أن للناس مشارب وأذواق
أتذكر الأخت أوركيدا
طرحت موضوع تستعرض فيه
موروث إقليم الأمازيق
والأغاني الأمازيقية
أولا فكرة الأغاني
مستمدة من موروث القبائل
من قديم الزمن
صحيح أن هناك ألوان
لا تمثل أي قبيلة أو جماعة
وهذه الألوان مستحدثة
سواء بالتسريع أو بالتبطئة
مثل إيقاع " الشرقين " مثلًا
كبار السن يسمونه " العدني "
مثال على ذلك أغنية " أحبابك سروا "
رغم أنه مستحدث من إيقاع الرايح
مع زيادة الدم لدمين
و توسيع الفارق الزمني في التك
وقد يكون رأي كبار السن هو الصحيح
فقديمًا كانت القوافل التجارية
تتنقل من اليمن إلى الشام
مرورا بالحجاز
مما ساهم في تقبل وإنتقال
بعض الثقافات الفنية
من اليمن للحجاز ومن الشام للحجاز
أضف إلى ذلك البواخر والسفن
التي كانت تسوق البضائع
من الهند وإيران
مرورا بالكويت أو البحرين
وصولا إلا الحجاز ومصر
إنتهاء بدول المغرب العربي
فعاشت هوية الحجاز
في تلك الفترات على الأقل
مرحلة تشرب ثقافي وفني
حتى تكون لدينا
موروث فني غني متعدد وجميل
غير أنه مثير لإلهام كبار الملحنين
أتذكر في إحدى زياراتي للهند
كنت في ملهى ليلي
وكانت هناك فرقة تغني
واستوقفني شكل وزمن الإيقاع
الذي كانوا يغنون عليه
إيقاع شبيه تماما بإيقاع الرومبة لدينا
مثال على إيقاع الرومبة
" خلني أمر " " ليلكم شمس "
" تذكرتك وابي النسيان " وغيرها الكثير
الفارق الوحيد شكل الطبل فقط
نفس صوت الإيقاع
وإن كان صوت الدُم لديهم أعمق وأغنج

" للتجربة "
( جرب أن تمسك الطبلة
وتدخل يدك من الخلف وتخرجها في الدُم
ستعطيك نفس صوت الإيقاع الهندي )


" أغاني شكشكة "

البعض لديهم مشكلة
الولاء للفن الكلاسيكي
واحتقار الألوان الشعبية
بحجة أنها تُغنى في الأفراح

أولا لا يوجد فنان
لم يغني في الأفراح
ثانيا الفن الكلاسيكي مستوحى
من جمل وموازير قيلت في الموروث
لذا فإن الموروث الفني
هو الهوية الثقافية
فعندما نقلل من شأنه
نحن نقلل من شأن
الهوية الثقافية للشعوب
أنا حضرت الكثير من الأفراح
وسمعت كبار الفنانين
يغنون الدانات والمجارير
فمن وجهة نظري
لا ينبغي أن نطلق على
كل موروث فني قديم
مسمى أغاني أفراح أو نعتبرها كلها
من ضمن أغاني الشكشكة
أغاني الشكشكة
ممكن نطلقها على أغاني مثل
" أشرلي بالمنديل "
لكن أغنية مثل هذه مثلًا
https://a.top4top.net/m_628rk6yz1.mp3
لا ينبغي أن نضعها هي وأغنية المنديل
في قالب واحد ونسميها أغاني شكشكة
لأن " أراك طروبًا " أغنية قوية
من ناحية الكلمات
وتحوي تطريب جميل
ليست مثل أغنية المنديل
التي تتحدث عن موقف
من النادر أن يحدث لكل شخص..!

" الثقافة "
الثقافة كلمة جامعة
لكل العادات والتقاليد
وتتضمن المعرفة والإلمام
فعندما نقول فلان ثقافته واسعة
فهذا يعني أنه مطلع
على معظم ثقافات الشعوب
ومطلع كذلك على معلومات كثيرة
تاريخية جغرافية فلكية أدبية ووو
فبالعودة لمحور حديثنا
عن الإنغلاق الفني
نجد أن الأشخاص الذين يستمعون
فنون متعددة نجدهم
أكثر تقبلًا للإختلاف وللآخر المختلف
فهُم حتى في حِلهم وترحالهم
يتقبلون كل الشعوب
ويحترمون ثقافاتهم وفنونهم
لأنها جزء من ثقافتهم
التي تشكل جزء كبير
من الهوية لكل الشعوب