إلى لقاء مع عندليب جديد .. وسندريلا أخرى

الأهرام العربي


تحايل عبد الحليم حافظ على المرض الفتاك، وتجاوزت سعاد حسنى حياة الاغتراب والتمزق العائلى. حليم كأى مصرى أصيب بالداء المصرى المزمن، مرض البلهارسيا العمومى، وسعاد جاء أهلها القدامى من الشام، ومن مفارقة الدهر أن يحب المريض الغريب، وكأننا نستعيد شاعر العرب الأكبر امرئ القيس حين قال: وكلُّ غريب للغريب نسيبُ.


> > كشف أشرف غريب فى كتابه «العندليب والسندريللا عن- الحقيقة الغائبة» بوعى عميق عن الناى الحزين الذى يربط بين حليم وسعاد. وقدم لنا لمحة من التاريخ غير المكتوب، وكأنه يقول لمؤلفى السير الذاتية: كيف تكتب عن حكاية علنية بطريقة مختلفة عما تراه أو تشاهده، وكأنه يقول لنا أيضاً: إن الحقيقة دائما فى مكان آخر.


> > توقفت طويلا عند حكاية اختطاف عبد الحليم من قبل متنفذين فى السلطة لإبعاده عن سعاد حسنى، وكيف فند أشرف غريب القصة من خلال الوثائق والتاريخ، وأنها حكاية للإثارة الصحفية لا تليق بكاتبيها ومردديها، وتوقفت أيضا عن عذاب سعاد حسنى مع المتنفذين، وكأنها وردة فى حقل بلا صاحب، لكن أشرف غريب يبتعد بنا عن هذه الإثارة ويحكى ما عاشته سعاد حسنى فى ظلال العندليب.

> > كانت السندريلا ترغب فى بيت وأولاد، وكان عبد الحليم يعيش بأولاده اللا مرئيين من الجماهير، ولا يرضى عنهم بديلا حتى لو كانت الرغبة فى الحب والعشق والأولاد والأحفاد، وحالة حليم تحتاج إلى قوة ردع داخلية لا تتوفر إلا لعاشق قاتل المحبوب، وقلب لا يرغب أن يسكنه الهوى، أى هوى حتى لو كان قلب السندريللا.


> > شهرة حليم وسعاد لم تمنع أشرف غريب من كتابة مؤلف شيق، يأخذ بناصية القارئ ولا يتركه إلا وقد انتهى من رواية توثيقية نادرة، رواية لا تعتمد على حرارة البهارات والتوابل والخداع البصرى، بل تعتمد على الحقيقة المجردة، والحقيقة فى حالة سعاد وحليم أصعب من أى خيال قد يصادفه أى قارئ عن العندليب والسندريللا.


> > اختار أشرف غريب الطريق الصعب، وقرر ألا يقع تحت طائلة قانون (الجمهور عاوز كده)، أسوأ فلسفة يقع فيه المؤلفون والمؤرخون، وقرر أن يكون نفسه، ويعكس بمراياه الصورة الحقيقية لما جرى، لا كما تخيلها القراء وكتاّب سيرة حليم وسعاد من نقاد فنيين وممثلين ومخرجين.


شكرا لأشرف غريب، ولكل كاتب لا يقع فى شراك الأكاذيب والروايات الوهمية.



لقاء مع الكاتب

https://www.youtube.com/watch?v=jDcQ13WLM1Q

.

.


العندليب والسندريلا .. الحقيقة و الخيال