الأغاني بأصوات النساء تعود أيضا للتلفزيون السعودي بعد انقطاع طويل والبداية عبر الاعلان عن مواعيد اذاعة حفلات سيدة الغناء العربي أم كلثوم على القناة الثقافية ..

قد يرى البعض ذلك خطوة صغيرة وغير خطيرة ولكنها في الواقع مؤشر على مسار مستقبلي لتحولات كبرى في طريق الانفتاح والتحديث تنتظر المجتمع (السعودي) وتصحيح لسياسات حكومية خاطئة في مواجهة التطرف والارهاب

فبعد حادثة جهيمان ولضمان عدم تكرارها لجأت الحكومة للمزايدة على التيار الديني لاثبات أنها أكثر تقوى وتدينا فقامت بمنع عرض أغاني المطربات على التلفزيون ، وحدث في نفس الوقت حدثان في منتهى الأهمية وهما الثورة الاسلامية في ايران التي اسقطت الشاه والنظام العميل لأمريكا ثم التدخل السوفييتي في أفغانستان حيث قامت الحكومة بفتح أبواب (الجهاد) ضد السوفييت الذي كان من أهدافه التخلص من المتشددين واستخدامهم لخدمة السياسة الأمريكية في حقبة الحرب الباردة ضد المعسكر الشيوعي السابق ..

ومع الزمن يتضح ضلال تلك السياسة الخاطئة باستغلال هؤلاء المتطرفين لخدمة استراتيجيات وسياسات وأحلاف لأنها كمن يربي الذئب في بيته حتى يفترسه ، فضلا عن أن الحكومة مهما فعلت فلن تستطيع المزايدة على المتشددين لأنها تلعب على نفس ملعبهم وهم أكثر منها خبرة واطلاع على النصوص والاستشهاد بها ، ويكفي التفكير في مصير (السادات) الذي "ضحى" به في عيد الأضحى من أخرجهم من السجون ليضرب بهم خصومه من اليساريين والناصريين وكل مخالفي توجهه وسياسته المنحازة لليمين الرجعي والرأسمالية ..

هل يتذكر كبار السن أغاني (سميرة توفيق) في التلفزيون قبل جهيمان و"الصحوة" ؟!