صفحة فيس بوك
أحمد بامجبور
من الذاكرة ٦٦/٥)

مع شيخ مشائخ اليمن

الشيخ/عبدالله الأحمر يتفاعل ويهز جنبيته.

في حين أسير على الأقدام ذات ضحى بالقرب من أحد الأسواق الشعبية بوسط مدينة جدة بعد قصائدي التي بثها التلفزيون السعودي الرثاء في الملك فهد ثم تفاعلي في بيعة الملك عبدالله وإذا بشخص يتصل على جوالي فقلت له : من معي ؟ فأفاد أنه من المشائخ آل باحاج وقال : وينك؟ الشيخ عبدالله يسأل عنك ، فقلت عبدالله من؟ فقال: عبدالله بن حسين الأحمر فقلت: رئيس مجلس النواب فقال: نعم رئيس مجلس النواب فقلت: يسأل عني أنا فقال: نعم إنه قال: أشتي أبصر بامجبور فقلت :سبحان الله ، متى سأل؟ فقال قبل يومين فقلت له: ليه ما أخبرتوني بوقتها فقال ؛ لم نجد رقمك، وفهمت من الرجل أن الشيخ أعجبته قصائدي المبثوثة فضائيا" والتي أهديتها للأشقاء الأولى من عشيرتي أبناء العوالق والثانية من أبناء شعبنا اليمني قاطبة ،وانتهت المحادثة، فصار بهذا الشيخ عبدالله رحمه الله الثاني بعد الشيخ/محمد أبوبكر بن عجرومه العولقي الذي كلّف نفسه بالسؤال عني والإشادة بي وشكري على ذالك ولاغيرهما أبدا" من الشخصيات المرموقة،
ثم أخبرت الشيخ/بن عجرومة بذالك ورجوته يتواصل لي مع الشيخ الأحمر فقلت الشيخ شخصيا" سأل عني وأريد مخاطبته ومقابلته، فحاول مشكورا" الإتصال على مقر إقامته بجدة كونه في ضيافة ملكية ولكن لم نحظ بهذا ، فسألني هل ضروري تريد لقياه فقلت: نعم جاءت الفرصة طالما هو يسأل عني فربما ينفع أسرتي بالتوجيه بإنصاف والدي رحمه الله الذي خدم في المالية مع الدولة وتوفي وراتبه مقطوع الى اليوم فقال لي حفظه الله إنني اعتزم إستضافته قريبا" وسأستضيفك واجعلك تجلس معه وجها" لوجه.
وحين قرر الشيخ بن عجرومة دعوة الشيخ الأحمر مساء يوم الأحد ٩ رجب ١٤٢٦ه الموافق٢٠٠٥/٨/١٤م توّج ذالك بإستضافة جمع من كبار شيوخ العوالق في طليعتهم الشيخ/عوض محمد ابن الوزير مرافقا" للشيخ الأحمر رحمه الله تعالى ، وبعد العشاء عرّف بي الشيخ/بن عجرومة للشيخ الأحمر وكان بودي إطلاعه جانبا" قبل ذالك على أبيات شعرية يسرها الله من قريحتي لأجابر بها الشيخ الكبير الأحمر ليسمعها المضيف مسبقا" بقصد إذا شابها لفظ محرج لشخصه أن ينبهني له ، فإذا به يزأر نحوي كالأسد يابامجبور : قل اللي معك وماجاك لهذا الرأس وهو واضعا" كفه الأيمن على ناصيته ، ليعطيني دافعا" قويا" وتشجيعا" لا محدود في مسيرتي الشعرية وثقة جعلني لها أهلا".
الله الله .. يا كبير ياشيخ محمد يابوفهد
بأمثالك تطول رؤوس العوالق أيها الشجاع
النبيل فأنت قائد مهما ردّدت على مسامعنا
كلمة عسكري تواضعا"وخدمة لأبناء العوالق بالمملكة.
لقد أخجلني الشيخ بن عجرومة مع أنني ذالك اليوم منطويا" بعض الشي بين الضيوف الكبار حتى لا أتهم بالغرور والإندفاع للظهور سيما أن من المصادفات أن صحيفة عكاظ ذالك اليوم نشرت لي لقاء" فيه شعرا" عن ملوك المملكة جعلني
محط أنظار القوم تلك الليلة.
ورجع الشيخ الأحمر وقد همّ بالإنصراف وجلس على متكئ كان يتكئ عليها جاعلا" منها كرسي وطلبني أن اجلس بجواره
لأسمعه قصائدي الشهيرة في رثاء الملك فهد والبيعة للملك عبدالله واسمعته وهو طروبا" محدقا" بي ، ثم استأذنته أن أسمعه قصيدة في شخصه الكريم فرحّب بها مسرورا" حتى وصلت الى قولي :

بااعرض عليكم شكيّه يوم صدرك فسيح
أبغا لك الصيت في الدنيا ويوم النياحة

فإذا به رحمه الله يمسك قرن جنبيه في وسطه ويهزها هزا" عنيفا" وكأنه يقول لي وصلت ، معتقدا" أني أستنجده مكروبا"من شي أصابني شخصيا" فزدت إعجابا" به ، ولكني تكلمت عن همّ الثأر الذي يؤرق كل يمني ليكن له فيه موقف حاسم لتقتدي به شيوخ القبائل وكم اكبرت في هذا الشيخ تفاعله مع الشعر والشعراء بعد أن قلت :

ومجلسك به وجوه الخير كم من فصيح
وكل من قال كلمة حق يلقى انشراحه

فظننت ان الحضور سيدعمون ماقلت
ويقولون صح لسانك ولم اسمع احدا"
فأعدت البيت ثانية على حرج ولامعلق
فأعدته ثالثة بحدة وحماس وطني
فإذا بالشيخ الأحمر رحمه الله يجبر بخاطري بتفاعل كبير قائلا" : صح الله لسانك ،صح الله لسانك ، صح الله لسانك.
قالها ثلاثا" رحمه الله تعالى وأنا في حالة نشوة وافتخار مع هذه الهامة اليمانية.

ومن ذكريات ذالك المساء أن تحدث الشيخ الأحمر معي وديا" قائلا" لماذا لاتزورني
الى بيتي بصنعاء يابامجبور فقلت له مبالغا" في الرد قصدت بيتك خلال تواجدي بصنعاء بعد الوحدة فوجدت حول قصرك حوالي عشرة الف جندي وانصرفت ، فضحك جميع الحضور ، ثم قال ضروري تجيني صنعاء...
ومرت الأيام وتوفي الشيخ ولبيت دعوته بحضوري يوم تشييعه ودفنه رحمه الله في مليونية تناقلتها وكالات الأنباء. وشاركت بقصيدة بعنوان ( وداعا"رائد الثوار ) ألقيتها بالمقيل بقاعة أبولو فأعجبت الحشد الكبير وأشاد بها الأستاذ/خالد مشعل صاحب حماس وبثتها أجهزة الإعلام اليمنية المقروءة والمسموعة والمرئية وهي أول مرثية في الشيخ الأحمر بثها موقعه الإلكتروني للعالم .
ومما أسعدني ذالك المساء أن الشيخ الكبير عوض بن محمد ابن الوزير نهض بتواضع جم بنفسه قائما" على بعد مترين اواكثر من أمامي يصورني بجواله الشخصي وأنا القي قصائدي بجوار (شيخ المشائخ ) وهذا هو عنوان قصيدتي فيه في تلك الليلة الجميلة وقد تم نشرها بصفحتي ٣٧،٣٦ في ديواني من أريج المملكة الذي يباع في السوق السعودية ، ويوجد تعريف عنه بمنشوري رقم ١٣ بصفحتي هذه ، ورحل الشيخ رحمه الله ووالدينا ولم أكلمه في موضوعي ..
والى اللقاء في منشوري القادم للإطلاع على القصيدة .
[IMG]
[IMG]