مشاهدة النتائج 1 الى 9 من 9

الموضوع: بيت يـُـقال إذا أنشدته صدقـا

  1. #1
    طلالي مميز
    الحاله : مالك الحزين غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2004
    رقم العضوية: 8416
    المكان: حيث أنا
    مشاركات: 5,453

    بيت يـُـقال إذا أنشدته صدقـا


    .

    .



    وإن أشعر بيت أنت قائله ** بيت يـُـقال إذا أنشدته صدقا


    منذ الصغر عمري ما حبيت الشعر الحر أو شعر التفعيلة
    مهما كانت انسيابية القصيدة والمعنى الذي تحمله
    فلم أجد نفسي أبدا من محبيه .
    بل إن هنالك قصائد من الشعر الحر لا تفهم مغزاها مهما اوتيت من ثقافة
    أدبية ولغوية وتريخية ، فكأنها ألغاز يطرحها الشاعر ، أو دندنات نفسية
    من خياله ، فمن أين لنا معرفة ما يفكر فيه وهو لم يبين أو يوضح .

    يا زين الشعر الجاهلي ، لو ما فهمته فيكفيك أن تعرف معاني بعض
    الكلمات فتفهم المعنى ، أما اليوم فالكلمات واضحة بينة ومع ذلك لا تفهمها .
    وهذه القصيدة أو ما يُسمى بالقصيدة مثال على ما قُلته ، وهي للشاعر
    محمود درويش قرأتها مرارا وسمعتها منه بصوته ولم اتبين مقصده :


    هوَ هادئٌ، وأنا كذلك
    يحتسي شاياً بليمونٍ
    وأشربُ قهوةً
    هذا هو الشيءُ المغايرُ بيننا
    هوَ يرتدي مثلي، قميصاً واسعاً ومُخططاً
    وأنا أطالعُ، مثلَهُ صُحُفَ المساءْ
    هو لا يراني حين أنظرُ خلسةً
    أنا لا أراه حين ينظرُ خلسةً
    هو هادئٌ ، وأنا كذلك.
    يسألُ الجرسون شيئاً
    أسألُ الجرسونَ شيئاً
    قطةٌ سوداءُ تعبُرُ بيننا
    فأجسّ فروةَ ليلها
    ويجسُّ فروةَ ليلها
    أنا لا أقول لَهُ :
    السماءُ اليومَ صافيةٌ
    وأكثرُ زرقةً.
    هو لا يقول لي :
    السماءُ اليوم صافيةٌ.
    هو المرئيُّ والرائي
    أنا المرئيُّ والرائي
    أحرِّكُ رِجْليَ اليُسرى
    يحرك رجلَهُ اليُمنى
    أدندنُ لحن أغنيةٍ
    يدندن لحن أغنية مشابهةٍ
    أفكِّرُ، هل هو المرآة أبصر فيه نفسي ؟
    ثم أنظر نحو عينيه
    ولكن لا أراهُ
    فأتركُ المقهى على عجلٍ
    أفكّر ، رُبَّما هو قاتلٌ
    أو رُبما هو عابرٌ قد ظنَّ أني قاتلٌ
    هو خائفٌ ، وأنا كذلك!


    فهل فهم أحدهم مغزى القصيدة ؟
    وهل يستطيع أحدكم بعد ان قرأ القصيدة أن يقول : صدق والله الشاعر ؟


  2. #2
    مشرف
    الحاله : AhmedTheKing غير متصل
    تاريخ التسجيل: Sep 2004
    رقم العضوية: 7659
    المكان: مكة - زمزم ولد زمزم
    الهواية: كرة القدم , الموسيقى والأغاني العربية منها والغربية , الأفلام الأمريكية , الانترنت , ألعاب الفيديو
    السيرة الذاتيه: أنا الملك
    العمل: إيش يسوي الملك؟ يقعد يتسلطن طول اليوم
    مشاركات: 56,722
    ولا أنا ما حبيته

    وغالبا ما أفهمه
    وذو الجهلِ لا ينفكُّ مضطربا *****
    ***** لأقلِّ شيءٍ يفقدُ الصَّبرا
    كل المصائبِ عنده كبُرَتْ *****
    *****إلا مصيبة جهلهِ الكُبْرَى





  3. #3
    طلالي مميز
    الحاله : ليل و طرب غير متصل
    تاريخ التسجيل: Apr 2009
    رقم العضوية: 190052
    مشاركات: 26,555
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة مالك الحزين مشاهدة المشاركة

    فهل فهم أحدهم مغزى القصيدة ؟
    وهل يستطيع أحدكم بعد ان قرأ القصيدة أن يقول : صدق والله الشاعر ؟

    قال الأول : هو يتحدث عن ظله

    وقال الثاني : هو يتحدث عن العربي والعبري

    وقال الأخير : هو يتحدث عن الآخر

    مئات من الاشياء تجمعك مع " الآخر" الاستراحة في المقهى والاستمتاع بزرقة السماء والجو الصافي الجميل

    ملمس القطة وفروها الناعم ... و و و

    ولكن عندما جاء الظن بالآخر وللأسف سمة عصرنا تملأها انعدام الثقة بالآخر من تجاربنا المختلفة

    تحّول الهدوء والاسترخاء إلى خوف وغادر المقهى مسرعا

    لأنه " ظن " بالآخر أنه يترصده وهي ليست سوى تصرفات عاديه

    أن يحرك قدمه أو يقرأ الصحيفة مثل ما هو نفسه يفعل .. ولكنه الظن السيء بالآخر

    ليل و طرب


  4. #4
    طلالي مميز
    الحاله : ليل و طرب غير متصل
    تاريخ التسجيل: Apr 2009
    رقم العضوية: 190052
    مشاركات: 26,555

    قراءة في قصيدة " هو هادئ وأنا كذلك "

    للشاعر محمود درويش


    مادونا عسكر/ لبنان



    يجسّد الشّاعر الكبير محمود درويش في هذه القصيدة البديعة منحوتة فلسفيّة تضاهي شتّى النّظريّات الفلسفيّة والاجتماعيّة والنّفسيّة الّتي تحدّثت عن الإنسان وعلاقته بالآخر. وهي "منحوتة"؛ لأنّ الشّعراء يحفرون فكرهم بقلوبهم وينقشون كلماتهم في النّفوس فيحرّكونها ويوقظون في داخلها وعي المحبّة الخالصة. وأمّا الفلاسفة، ومع كلّ الاحترام لفكرهم النيّر وعقولهم المستنيرة، إلّا إنّهم يبثّون بعض الجفاف ولا يحرّكون النّفوس. فهم يكتفون فقط بطرح الجدليّة ومناقشتها ويستدرجون العقول لإقناعها.

    ومحمود درويش من الكبار الّذين لمسوا النّفوس وأشعلوا فيها نيران المعرفة والحبّ والحرّيّة واليقين، وتحوّلوا بعد رحيلهم إلى لغة تحاكي الإنسان وتتفاعل معه

    "هو"، ضمير للغائب يعود إلى الإنسان وتحديداً إنسانيّة الإنسان. ونرى هذا الـ "هو" في القصيدة مشابهاً للشّاعر تماماً ولا يفرّق بينهما إلّا أمر واحد. فللوهلة الأولى نفهم أنّ الشّاعر يتحدّث عن نفسه أو كأنّه أمام مرآة تعكس ظاهره وداخله العميق. ثمّ ما نلبث أن نصطدم في الفرق ونتلمّس حضور شخصين في القصيدة، فنحتار ونعاود القراءة مرّات ومرّات حتّى يتراءى لنا الحضور الفعليّ للآخر



    - الهدوء والاطمئنان :


    وكأنّي بالشّاعر يريد تسليط الضّوء على أنّ حضور الآخر لا يشكّل هاجساً ولا يستدعي الخوف والاضّطراب، (هُوَ هادِئٌ، وأنا كذلكَ). إنّه حضور ضروريّ ومهم في الحياة الإنسانيّة. ولا يحدّد لنا درويش هويّة هذا الآخر، لأنّه يريد به كلّ آخر، أي كلّ شخص في هذا العالم. هذا الحضور الأساسي والّذي منالمفترض أن يكون مطمئناً، يشرّع أبواب الانفتاح والالتقاء ويمهّد للتّواصل الإنساني النّابع من الهدوء والسّكون ليحقّق لاحقاً المحبّة والسلام



    - اختلاف مشروع :


    (يَحْتَسي شاياً بليمونٍ، وأَشربُ قهوةً)،عباراتان تبيّنان الاختلاف المشروع بين البشر، وتأتي عبارة (هذا هو الشّيء المغاير بيننا) لتؤكّد على ما ورد سابقاً، وهو أنّ الاختلاف لا يلغي ذاك اللّقاء الإنساني ولا يؤثّر في إرساء الطّمأنينة والهدوء، بل لعلّه يعزّز العلاقات الإنسانيّة ويمنحها رونقاً وجمالاً حتّى تغدو سامية. فهو اختلاف ظاهريّ أو لنقل بدهيّ وليس اختلافاً في الجوهر الإنساني، ولا نقرأ فيه تنازعاً أو تباينا،ً وإنّما المعنى مازال يحتفظ بالهدوء والأمان


    لا ننكر أنّ الاختلاف الإنساني يبرز في التّفاوت المعرفي والاجتماعي والعلائقي والعقدي، وإنّما شتّى الاختلافات والاعتقادات الشّخصيّة لا تهدّد الجوهر الإنساني ولا تنزع عنه صفته السّامية المرتكزة على القيمة. فالإنسان قيمة بحدّ ذاته بغضّ النّظر عن معتقداته أو عاداته وتقاليده وموروثاته الاجتماعيّة والدّينيّة. ما يحدّد قيمته هي إنسانيّته، وكلّ ما يعرّف عنه فكريّاً واجتماعيّاً وعقائديّاً لا يزيد أو ينقّص من هذه القيمة وإنّما يسعى بها إلى الاكتمال الإنساني، خاصّة إذا عرف الإنسان كيف يتشارك مع الآخر من خلال اللّقاء المنفتح والمحبّ



    - الخوف والاحتراس :


    أولى الخطوات نحو النّزاعات والصّراعات تكمن في ما تظهره هذه العبارات منخوف وحذر مخفيّين من الآخر(هو لا يراني حين أنظرُ خِلْسَةً، أنا لا أراه حين ينظرُ خلسةً). فالخوف هو العقبة الوحيدة الّتي تمنع الإنسان من التقدّم والانفتاح،فيرغب في الانعزال ويجنح إلى الانطوائيّة والتّقوقع على نفسه. ما يجعله رافضاً لكلّ جديد ومتطوّر، ويبقى غارقاً في تقوقعه حتّى يتفجّر كبته حقداً وغضباً على الآخر

    لو أعدنا النّظر في كلّ النّزاعات البشريّة وجدنا أنّ سببها الأساسيّ هو رفض الآخر وعدم قبوله كما هو. إلّا أنّ محمود درويش ذهب إلى ما هو أعمق من ذلك،ألا وهو الحذر الاستباقي وغير المبرّر، أيّ التكهّنات الّتي يفرضها إمّا المحيط الاجتماعي والدّيني والثّقافي وإمّا سطوة الإعلام والسّياسة والتّربية الصّارمة والمنغلقة

    هذا لا ينفي الواقع المرير الّذي تحياه الإنسانيّة من نزاعات وصراعات، تكمن أسبابها في السّلطة والتّحكّم والسّيطرة وتحقيق المصالح والمآرب. لكنّ هذه النّزاعات مستمدّة من الخبث الإنساني بمعنى آخر من الظّاهر الهادئ الّذي يخفي في طيّاته حذراً وخوفاً وريبة

    يعيد الشّاعر رسم جوّ الطّمأنينة والهدوء في القسم الثّاني، ولكن هذه المرّة نقرأ تباعداً بيّناً نتيجة الحذر (هو هادئٌ، وأنا كذِلكَ. يسألُ الجرسونَ شيئاً، أسألُ الجرسونَ شيئاً...)

    الحركات المشتركة بين الشّخصين لا تنفي ولادة السّلبيّة في نفسيهما، فالخوف يطرح أفكاراً سلبيّة شتّى في النّفس الإنسانيّة وقد تصحّ أو لا. لكنّها في جميع الأحوال تؤدّي إلى نتائج غير سليمة لأنّ النّظرة اختلفت، وبدأت النّفس تحترز وتتأنّى وتبني شيئاً فشيئاً جدار العزلة تحضيراً للنّزاع أو أقلّه لحتميّة عدم التّواصل والالتقاء. تبادل التصرّفات وتشابهها لا يعني بالضّرورة الاتّفاق عليها

    فمتى حلّ الخوف أحدث خللاً في النّفس الإنسانيّة حتّى ولو لم يمسّ الجوهر الإنسانيّ

    في هذا المقطع يظهر جليّاً انتقال الحالة الإنسانيّة من الإيجابيّة إلى السّلبيّة

    ففي حين أنّ الأبيات الأولى حافظت على إيجابيّة التّصرّف (يسألُ الجرسونَ شيئاً، أسألُ الجرسونَ شيئاً...)،إلّا أنّ الأبيات اللّاحقة جنحت إلى السّلبيّة مع استخدام الشّاعر لحرف النّفي(لا)، (أنا لا أقول لَهُ: السماءُ اليومَ صافيةٌ وأكثرُ زرقةً

    هو لا يقول لي: السماءُاليومَ صافيةٌ) والسّماء الّتي تمثّل صفاء العلاقة بدأت تتلبّد شيئاً فشيئاً وتترجم اضطراباً داخلياً يمهّد لاضطراب واقعيّ. والأبيات (قطَّةٌ سوداءُ تعبُرُ بَيْنَنَا،فأجسّ فروةَ ليلها ويجسُّ فَرْوَةَ ليلها...) أحدثت انفصالاً معيّناً بين الشّخصين من ناحية النّمط العلائقي لذا نرى الشّاعر يستخدم حرف النّفي (لا) بدل أن يبقي على إيجابيّة العبارة



    - الإنسان مرآة الإنسان :


    رغم هذا الانفصال الضّمنيّ بين الشّخصين إلّا أنّ درويش يدرك في العمق أنّ شتّى العوامل المؤثّرة في النّفس الإنسانيّة والمسبّبة للابتعاد عن الآخر لا تنفي كونه مرآة، (هل هو المرآةُ أبصر فيه نفسي؟). الآخر مثلي ولا يختلف عنّي، هو أنا وأنا هو، والإنسان لا يدرك ذاته إلّامن خلال الآخر بل ولا يحقّقها إلّا من خلاله وبالاشتراك معه والانفتاح عليه

    ويقولها المفكّر العراقي "عبد الرّازق جبران" بعبارة أجمل: "الإنسان كأس الإنسان". وهذه الفكرة لا تتبدّل ولا تتغيّر، فالإنسان هو الإنسان مذ وجد وسيظلّ حافظاً للقيمة الإنسانيّة في ذاته حتّى آخر شخص في التّاريخ. هي الظّروف الّتي تتبدّل والنّمط التفكيري والاجتماعي والتّربوي. فهو منذ البدء يحمل في ذاتيّته الخصال الإنسانيّة ذاتها ولكن ثمّة من يبحثون عن الآخر وثمّة من يستبعدونه ويرفضوه بل ويقتلونه.




    - انعدام الرؤية :


    (ثم أَنظر نحو عينيه، ولكن لا أراهُ...).هنا تكمن المواجهة، ويتجلّى أهمّ عامل للخوف وهو عدم رؤية الآخر على الرّغم منحضوره الحقيقيّ. ونسأل، هل من يقتلون لأسباب عنصريّة وعقائديّة وسياسيّة...، يرون ضحيّتهم وإن نظروا إليها؟ هل يدركون حقيقةً أنّها قيمة إنسانيّة؟ بالطّبع لا، فلو رأوا لما أقدموا على هذا الفعل

    الخوف يعمي البصر والبصيرة ويعطّل العقل ويدمّر الرّوح فيمسي الإنسان آلة تتحرّك بوجب أمر خارجيّ. كما أنّ الخوف وسيلة مهمّة في يد من أراد استخدام البشر في تنفيذ مصالحه الشّخصيّة. فهو يتيح لها ستنفار قواهم ضد الآخر فيستخرج كل طاقاتهم السّلبيّة ويوجّهها نحوه ليستبعده


    تظنّ أنّك تخاف فتبتعد (أتركُ المقهى على عَجَلٍ)، ويتهيّأ لكأنّه ينبغي عليك أن تهيّئ نفسك للدّفاع (أفكّر: رُبَّما هو قاتلٌ). ولكنّ درويش يذهب إلى العمق أكثر مرّة أخرى ليغوص أكثر في الدّاخل الإنساني، ليفهمنا أنّ الخوف كامن في نفس كلّ واحد منّا، وكلّنا على استعداد لنبذ الآخر ما لم نسعَ جاهدين لاحترام القيمة الإنسانيّة (أو رُبّما هو عابرٌ قد ظنَّ أنيقاتلٌ... هو خائِفٌ، وأنا كذلكْ!)


    الخوف قاتل القيمة الإنسانيّة،فكلّ قاتل خاف من ضحيّته فقتلها خوفاً. إمّا خوفاً على السّلطة أو على المكانة الاجتماعيّة أو خوفاً من فقدان الاستمراريّة والذّوبان في الآخر، أو خوفاً من إظهار خوفه، يقول نيلسون مانديلا: "الجبناء يموتون مرّات عديدة قبل موتهم، والشّجاع لا يذوق الموت إلّا مرّة واحدة"، فالجبان يقتل نفسه عدّة مرّات وهو يتجرّأعلى رفض الآخر واستبعاده ونفيه. ثمّ يقتل نفسه عندما يقتله ظنّاً منه أنّه انتصروحافظ على وجوده

    وأمّا الشّجاع فهو من يتخطّى خوفه على جميع المستويات ويتحرّرمنه وينطلق بانفتاح عقليّ ونفسيّ وروحيّ نحو الآخر مدركاً أنّ به ومعه يتحقّق اكتمال الإنسانيّة.

    ليل و طرب


  5. #5
    كذا أنا يا دنيا
    الحاله : فتى مكة غير متصل
    تاريخ التسجيل: May 2005
    رقم العضوية: 15528
    المكان: الأرض الطيّبة
    الهواية: القراءة والإنترنت
    مشاركات: 8,869
    الغموض في الشعر الجاهلي في الألفاظ والمفردات ، وفي الشعر الحديث غموض في المعاني أو في الرؤية ..

    أتذوق الشعر القديم واستمتع به ، ولكن لا أفوت على نفسي قدر الإمكان فرصة تذوق الشعر الحديث ومحاولة استيعاب رؤية الشاعر والتفاعل مع نصوصه ، والاستعانة بالدراسات النقدية التي تشرح وتحلل النصوص لأنها متعة تستحق التعب وبذل المجهود .

    لا أدري ماذا سنقول عن قصائد (أدونيس) إذن إذا كان محمود درويش صعبا ؟ هل سنقول مثل الراحل نزار قباني: "إن أدونيس ترك الشعر واشتغل بالكيمياء" ( نرفص الشعر كيمياءً وسحرا ... قتلتنا القصيدة الكيمياءُ ) ؟!

    وفي الحقيقة لم يكن محمود درويش غامضا أو عصيّا على الفهم في دواوينه الأولى مثل ( أوراق الزيتون وعاشق من فلسطين وآخر الليل .. ) ولكنه بدأ في ولوج مرحلة مختلفة قائمة على رؤية مختلفة تستلزم تغييرا في أدواته وتقنياته الشعرية ، لأنه شاعر مبدع ومتجدد وفي صيرورة متطورة دوما ..

    ربما يحتاج القارئ العادي الذي لا يشاطر الشاعر في رؤيته إلى الاستعانة بالنقاد والشارحين لتفسير غوامض شعره ورموزه ، وهناك كثير من الكتب منها " مجنون التراب " للناقد الراحل شاكر النابلسي مفيد في موضوعه ، كما أن هناك من كتب أبحاثا يشرح فيها رموز محمود درويش واستعمالاتها المتنوعة في شعره ..


    خذ مثلا هذا المقطع من قصيدة "قتلوك في الوادي" :

    البرتقال يضيء غربتنا
    البرتقال يضيء
    والياسمين يثير عزلتنا
    والياسمين بريء
    يا قبلة نامت على سكين !


    أبيات تهز المشاعر حتى لو لم نفهم معانيها بوضوح ، ولكن تحليل قاموس الشاعر ورموزه يشير إلى أن "البرتقال" هو أحد رموز فلسطين ، والياسمين هو رمز للمقاومة الفلسطينية . والشاعر هنا يصف غربته وكيف أن ذكرى الوطن ( فلسطين ورمزه البرتقال) هي التي تؤنس وحشته وتدفي جوانحه في تلك الغربة والبعاد ، كما أن المقاومة الفلسطينية التي ينتمي لها الشاعر قد سببت له مزيدا الاتهامات الظالمة بالعنف و"الإرهاب" . والمقاومة (ورمزها الياسمين) برئية من تلك التهم ، وما أجمل تعبيره عن وطنه النائم في أحضان الاحتلال الاسرائيلي ( يا قبلة نامت على سكين ! )

    يستحق (محمود درويش) بذل المزيد من الجهد من أجل فهمه وتذوق الجمال في صوره الفنية والعمق في فلسفته الإنسانية وهذا مجرد نموذج ، واعتقد لو قرأنا المقال في مشاركة (ليل وطرب) ثم عاودنا قراءة الابيات في الموضوع سوف يتضح الفرق !

  6. #6
    طلالي مميز
    الحاله : fad غير متصل
    تاريخ التسجيل: Jul 2005
    رقم العضوية: 17743
    المكان: غرب ايبيريا
    مشاركات: 2,823
    بدر شاكر السياب وبس
    ادونيس ودرويش خرابيط
    لا شيء يهم

  7. #7
    طلالي مميز
    الحاله : ثائر بين أضلعي غير متصل
    تاريخ التسجيل: Dec 2008
    رقم العضوية: 151976
    المكان: المدينة المنورة
    مشاركات: 3,858
    الصراحه ما اطيق مثل هذه الأشعار

    لأني اشوفها عباره عن سواليف

    ومفرادتها سحطيه وغير عميقه .

    ولا فيها تصوير ولاتشبيهات .

    واجمل مافي الشعر التصوير والتشبيه .

  8. #8
    طلالي مميز
    الحاله : مالك الحزين غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2004
    رقم العضوية: 8416
    المكان: حيث أنا
    مشاركات: 5,453
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فتى مكة مشاهدة المشاركة
    أتذوق الشعر القديم واستمتع به ، ولكن لا أفوت على نفسي قدر الإمكان فرصة تذوق الشعر الحديث ومحاولة استيعاب رؤية الشاعر والتفاعل مع نصوصه ، والاستعانة بالدراسات النقدية التي تشرح وتحلل النصوص لأنها متعة تستحق التعب وبذل المجهود .

    ربما يحتاج القارئ العادي الذي لا يشاطر الشاعر في رؤيته إلى الاستعانة بالنقاد والشارحين لتفسير غوامض شعره ورموزه ، وهناك كثير من الكتب منها " مجنون التراب " للناقد الراحل شاكر النابلسي مفيد في موضوعه ، كما أن هناك من كتب أبحاثا يشرح فيها رموز محمود درويش واستعمالاتها المتنوعة في شعره ..


    مشاركة رائعة وأكثر من رائعة .
    ولكن ما اثنيتَ عليه هو ما ينتقده الكثيرون على الشعر الحر .
    البعد عن طرق المعنى المقصود بربطها برموز بعيدة عن متناول القارئ العادي
    فيجب على القارئ أن يُلم بالفلسفة الاغريقية والثقافات اليونانية والبيزنطية والفرعونية
    وأن يكون حافظا للإلياذة وفاهما لرموزها وشخصياتها ومعاركها حتى يستطيع مجاراة النص .
    أذكر مرة حاولت قراءة أشعار أحد هؤلاء وأظنه أدونيس ، وفي كل سطر
    تقريبا أنزل إلى الهامش فأجد مثل هذه الجمل من الشارح :
    يشير الشاعر إلى فكرة الوجودية في الثقافة الاغريقية
    أراد الشاعر أن يذكر بلغز الحياة والموت عند الفراعنة
    ذكر الشاعر الزهرة الفلانية للاعتقاد السائد عن اليونان أنها كذا كذا

    فأين المتعة في قراءة ما لا نفهم .
    ومثالك في قصيدة "قتلوك في الوادي" مثال واضح لما اقصد
    فالمقطع الذي اتيت به لم يهزني او يؤثر في قبل الشرح وبعد الشرح كذلك
    وأنا حقيقة لم أتبين مقصده إلا بعد الشرح ، وقد ساءني ما قاله !
    فهل توجد ثقافة عبر التاريخ يكون رمز المقاومة والكفاح المسلح والحرب هو الياسمين !!
    ولكن هكذا اتخذ الشعراء المعاصرون رموزا لم يسبقهم إليها أحد .
    انظر إلى درويش في شبابه كيف ينطق نارا ويلفظ جمرا :

    يا دامي العينين والكفين
    إن الليل زائل
    لا غرفة التوقيف باقيةٌ
    ولا زرد السلاسل
    نيرون مات، ولم تمت روما..
    بعينيها تقاتل
    وحبوب سنبلةٍ تموت
    ستملأ الوادي سنابل.


    وانظر إلى واقعيته في قوله في اوائل السبعينات الميلادية :

    يومَ كانتْ كلماتي
    تربةً..
    كنتُ صديقاً للسنابلْ

    يومَ كانت كلماتي
    غضباً..
    كنتُ صديقاً للسلاسل

    يوم كانت كلماتي
    حجراً ..
    كنتُ صديقاً للجداول

    يومَ كانت كلماتي
    ثورةً ..
    كنتُ صديقاً للزلازل

    يوم كانت كلماتي
    حنظلاً..
    كنتُ صديقَ المتفائل

    حين صارت كلماتي
    عسلاً ..
    غطَّى الذباب
    شفتيَّ ..


    كنتُ قديما متعلقا بشعراء هذا المدرسة ، ثم وجدتُها بعيدة عن الصنعة الفنية والابداع .
    ولكن تبقى بعض القصائد من الشعر الحر لها وقع في النفس ومعان جميلة لا أنكر ذلك .


  9. #9
    طلالي مميز
    الحاله : مالك الحزين غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2004
    رقم العضوية: 8416
    المكان: حيث أنا
    مشاركات: 5,453
    AhmedTheKing

    حياك الله وأهلا بك .




    ليل وطرب

    قراءة جميلة وتحمل محاولة لحصر الاحتمالات
    وهذا ما يزعجني في الشعر الحر .



    fad

    أهلا بك
    والسياب شاعر مجيد رغم يساريته .



    ثائر بين أضلعي

    صدقت ، فالمحسنات البديعية عماد الشعر
    فبها يخرج الشاعر من عالمه الحقيقي إلى الخيال الخصب .


قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •