العصفور و الزهرة

..

ذات يوم يا حبيبي كان عصفور يناجي في الهوى أجمل زهرة
وهي تصغي في حنان تنهل الأرواح عطره
قلبها قد ذاب حبا فأذاع الحب سره
روحها حامت على نبع الهوى أول مرة
وتمنت ليل عرس هام فيه عاشقان
فرأى العصفور أن يبني عشا في خميلة
عله يحيا مع الزهرة في الدنيا الجميلة
قصة الحب التي تحلو وإن كانت طويلة
هكذا صار ونور الحب يهديه سبيله
يسكب اللحن رحيقا في كؤوس من حنان
بعد أن مر زمان عاد خفاق الجناح
أين راحت زهرتي الحسناء قولي يا رياح
عابر رام صباها فجناها ثم راح
فارتمى العصفور تكوي قلبه نار الجراح
حين ضاعت منه أحلام الصبا قبل الأوان
هل تعود الزهرة الحسناء للطير الحبيب
فيغني أغنيات الحب في العش الرطيب
ويعود النور والإشراق من بعد المغيب
حين عادت بهجة اللقيا إلى القلب الغريب
وبدا الكون ربيعا ليس يطويه الزمان
ذات يوما يا حبيبي





تعليق :


رسم الموسيقار العبقري لنا صورةً حية نابضةً بالحب والجمال
نسمع تغريد العصافير .. بناء الأعشاش .. رفرفات الأجنحة الرقيقة
حب وسعادة .. أمل ورجاء .. ثم تأخذنا الموسيقى الخالدة لصدمة الفراق ولوعة الألم
بعد أن جهز الحبيب البيت للحبيب فإذا الحبيب يغادر مع حبيب آخر
ينتظر الجريح مع الأمل لعل الحبيب يعود يوما ... تنتهي السيمفونية بتساؤلٍ ورجاء

بالله عليكم .. هل هذه أغنية .. ؟ .. هل هذا لحن .. ؟ .. هل هذا انتاج فني .. ؟
إنه عمل إعجازي تعبيري فريد ويفوق الوصف .. أي نوع من البشر هذا الرياض .. ؟

لذلك .. فإن كل عاشق لرياض في هذا العالم يكتسب من الراحل العظيم
رهافة الحس ، رقي الذوق ، قوة الشخصية ، عزة النفس
ليتنا نحول إعجابنا إلى موقف إيجابي .. نحاول كلنا قدر المستطاع السعي لإنصاف هذا العملاق
والعمل على تواجد ألحانه على أوسع نطاق
لكي تكنس من سمعنا قاذورات الصخب والنهيق والسطحية والبلاهة

رحم الله رياض الذي أسعدنا وحول حياتنا القاحلة الى ( رياض ) تغرد فيها العصافير
مع اهتزاز الاشجار والازهار طرباً للنغم الخالد الأصيل .