وردة من دمنا

..


سائل العلياءَ عنا والزمانا هل خفرنا ذمَّةً مُذْ عَرَفَانا
المروءاتُ التي عاشت بنا لم تزل تجري سعيراً في دِمانا

ضَحِكَ المجدُ لنا لما رآنا بدم الأبطال مصبوغاً لِوانا
عرسُ الأحرارِ أن تسقي العِدى أكؤساً حُمراً وأنغاماً حزانى

ضجَّت الصحراء تشكو عُرْيَها فكسوناها زئيراً ودُخانا
مذ سقيناها العُلا من دمنا أيقنت أنَّ مَعَدّاً قد نمانا
انشروا الهولَ وصُبّوا نارَكمْ كيفما شئتم فلن تلقوا جبانا

شرفٌ للموتِ أنْ نُطعمه أنفساً جبارة تأبى الهوانا
وردةٌ من دمنا في يده لو أتى النار بها حالتْ جِنانا

يا جهاداً صفّق المجد له لبسَ الغارُ عليه الأرجوانا
شرفٌ باهتْ فلسطينُ به وبناءٌ للمعالي لا يُدانى
إنَّ جُرحاً سالَ منْ جبهتها لَثَمَتْهُ بخشوعٍ شَفَتانا

نحن يا أختُ على العهد الذي قد رضعناه من المهد كِلانا
يثربٌ والقدسُ منذُ احتلما كعبتانا وهوى العربِ هوانا

قُمْ إلى الأبطالِ نَلمسْ جُرحهمْ لمسةً تسبحُ بالطيبِ يدانا
قم نَجُعْ يوماً من العمر لهمْ هَبْهُ صوم الفصح، هبهُ رمضانا
إنما الحقُّ الذي ماتوا له حقنا، نمشي إليه أين كانا