مشاهدة النتائج 1 الى 12 من 12

الموضوع: هل كان شوقي أمير الشعراء أم شاعر الأمراء ؟!

  1. #1
    طلالي مميز
    الحاله : ليل و طرب غير متصل
    تاريخ التسجيل: Apr 2009
    رقم العضوية: 190052
    مشاركات: 26,555

    هل كان شوقي أمير الشعراء أم شاعر الأمراء ؟!



    هل كان شوقي أمير الشعراء أم شاعر الأمراء ؟!

    ..


    أول من استحدث فكرة ( إمارة الشعر ) في تاريخ الادب العربي هو الشاعر احمد شوقي عندما عقد له المصريون احتفالا في القاهرة عام 1927 م بدار الاوبرا الملكية برعاية الملك فؤاد , ملك مصر آنذاك وقدموا له الهدايا بهذه المناسبة وتوّجوه بلقب (امير الشعراء) ولايزال ذلك اليوم مشهودا في تاريخنا الادبي , ولكن ذلك الباب الذي انفتح على مصراعيه لأحمد شوقي والذي لم يفتح لأحد قبله ولا بعده لاي شاعر اثار كثيرا من الجدل العنيف الذي احتدم بين مجموعة كبيرة من الأدباء والشعراء حول امارة الشعر في الادب العربي , وقبل الولوج في خضم هذا الجدل لابد من القاء نظرة مختصرة حول تاريح الشعر العربي لمعرفة مدى صحة هذه الفكرة.


    لم يعرف تاريخنا الادبي هذه اللفظة (إمارة الشعر) في كل العصور التي عايشها ولم يطلقها القدامى على شاعر ما وكان الاجدر ان تكون في العصر الجاهلي عندما كان الادب العربي يعيش عصره الذهبي الذي عرف بتشجيعه للشعر اكثر من اي وقت مضى كما عرف بالاسواق الادبية التي كانت تعقد للمباريات الشعرية فتحضره الوفود العربية من قبائل الجزيرة لإلقاء نتاجها والتفاخر به وقد اشتهرت في تلك الفترة الكثير من الاسواق الادبية كسوق( مجنة) في مكة و(ذي المجاز) خلف عرفات و(المربد) في البصرة و(الكناسة) في الكوفة و(دومة الجندل) و(هجر) وكان اهمها واشهرها سوق (عكاظ) الذي يقول عنه الاستاذ محمد لطفي جمعة في كتابه (الشهاب الراصد ص144-145) وفي ذلك المجمع (سوق عكاظ) كانوا يسمعون لغات القبائل ولهجاتها فما استحسنوه من تلك اللهجات تكلموا به وما لم يستحسنوه هجروه واسقطوه فصارت لهجتهم افصح اللهجات وخلت لهجتهم من مستبشع اللهجات ومستقبح الالفاظ والعيوب.


    في تلك الفترة الذهبية للشعر التي عجت بفحول الشعراء لم يؤمر للشعر امير رغم وجود من يستحق هذه الإمارة وبكل جدارة , فلو كانت هذه الفكرة مستحسنة لدى الشعراء لامروا عليهم الامير الفارس امرأ القيس الذي (امتاز بإجماع علماء الشرق والغرب بالابداع وقوة الخيال واذا جاز لمجازف ان شك في احد من الشعراء فأمرؤ القيس آخر من يشك فيه لانه من شعراء الدنيا القلائل الذين ابتدعوا فأبدعوا واختطوا خطة سار عليها من خلفه قصدا او مقلدا) كما في نفس المصدر السابق (ص293) وقد اشار سيد البلغاء والمتكلمين الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام الى هذا المعنى كما في (نهج البلاغة ج4 ص203) بقوله عليه السلام عندما سئل من اشعر الشعراء ؟ فقال(علي ) ((ان القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها فان كان ولابد فالملك الضليل))- (يريد امرأ القيس).


    وتلت تلك الفترة فترات بلغ فيها الشعر أوجَه وقمته واحتل منزلة رفيعة خصوصا في الشعر العباسي وكان الشعراء يعدون بالعشرات كلهم نابغة وقد فاق الشعراء في هذه الفترة المتنبي الذي ملأ الدنيا وشعل الناس ولكن لم يطلق عليه اُحد من الشعراء او المؤلفين لقب امير الشعراء .


    والآن بعد ان عرفنا ان فكرة امارة الشعر مستحدثة او بالاحرى مبتدعة لابد من الاشارة على انها جاءت في زمان تلاشت فيه البلاغة اوكادت وابتدعت الوان من الادب المبتذل حيث يصف الاستاذ الاديب فؤاد جرداق أدب تلك الفترة فيقول : (لقد اتخمت مكتبة العرب بالترهات والاراجيف مما انتجه وينتجه بعض المتطفلين على مغاني هذه اللغة الشريفة , اقول والحق يشهد ان خزانة الادب العربي قد تقيأت هذه النفايات لهي بحاجة ماسة الى من يبعث فيها الحياة الطاهرة بمؤلفاتهم القيمة ومصنفاتهم الرائعة الباهرة ), فهل كان شوقي هو من بعث في الادب تلك الروح الطاهرة حتى يتوج بهذا اللقب ؟ ولسنا هنا بصدد نقد شعر شوقي فأن ذلك يحتاج الى دراسة طويلة ولكننا ننوه الى ان الكثير من الادباء والشعراء الكبار كانت لهم مؤاخذات على شعر احمد شوقي منهم الكاظمي وميخائيل نعيمة والعقاد والمازني والاخيران كانا بصدد اصدار رسالة لهما اسمها (الديوان) فيها ما يحتوي شعر شوقي من نقاط الضعف التي تعد مآخذ واضحة عليه ويقول مصطفى صادق الرافعي في( رسائله ص71) ((ان شوقي عرض عليهما 200 جنيها ليكفا عن نشرها فلم يقبلا وامر هذه الرسالة شائع في مصر )! ويبدو ان الاديب داود بركات هو اول من اطلق اللقب على احمد شوقي كما في كتاب (ذكر الشاعرين) جمع وترتيب احمد عبيد ص366 عندما يقول (اما السبب الذي دعاني الى تلقيب احمد شوقي بأمير الشعراء هو ان الخديوي عباسا كان يهمل شوقي) ثم يقول من كلام طويل مامعناه ان الخديوي بحاجة الى توظيف شوقي في الخارجية لما بينه وبين الانكليز من المواجهة (فتأييدا لذلك وضع شوقي في مكانه من الادب , وامارة الشعر الى ان قربه الخديوي واناط به كثيرا من المهام فقام بها خير قيام فاولاه ثقته وقدمه على جميع رجاله) حتى يقول (واخذ يتقلب في نعيم المال والترف والبذخ) ولم ينس شوقي وإيلاء نعمته في مدحهم والاطراء عليهم فـ(ظهرت له في الخديوي توفيق - والد عباس - تلك الامداح التي سارت بها الركبان)كما في نفس المصدر من مقال لاحمد زكي ص328 ومما قاله فيهم :

    الملك فيكم آل اسماعيلا لازال بيتكم يظلُّ النيلا

    اخوان اسماعيل في ابنائه ولقد ولدت بباب اسماعيلا

    وكان لاتصاله بالقصور وتفانيه في طلب رضا ساكنيها هو ما دفع حافظ ابراهيم لأن يتفانى خلال ثلاثين سنة بكيل المدح لشوقي في قصائد يخصه بها خوفا من مقام شوقي ومكانته في القصر وبين الاعيان وتزلفا لعله يحظى بمثل ما حظي به شوقي فكان من اشد المتحمسين لهذه الفكرة وقد القى في ذلك الاحتفال قصيدته العينية التي مطلعها :

    بلابل وادي النيل بالمشرق اسجعي بشعر امير الدولتين ورجّعي

    ويقول فيها :

    أمير القوافي قد اتيت مبايعا وهذي وفود الشعر قد بايعت معي


    وقد عرف هذا الشاعر بشدة تعصبه لاقليميته , فقد روى مصطفى صادق الرافعي انه – اي الرافعي - نشر مقالا يشيد بشاعرية الكاظمي فغضب لذلك حافظ غضبا شديدا وانفجر بوجه الرافعي وقال:(ان الذي يغيظني ان يأتي كاتب المقال بشاعر من غير مصر فيضعه على رؤوسنا نحن المصريين) ثم يقول الرافعي (وكان تعنت حافظ على الكاظمي لانه غير مصري )وقد ذكرت هذه القصة مفصلة في كتاب (شاعر العرب ص41) للاستاذ عبد الرحيم محمد علي .


    اذن لقد كان تنصيب احمد شوقي لامارة الشعر لاسباب سياسية واصبحت المنزلة العليا والكلمة المسموعة والحكم المطلق لمن يملك الصدارة من القصر ضاربا الادب جانبا ومتحديا الواقع والافضلية كما يقول العقاد في كتاب (الديوان ج1 ص6) ((ومن اعتادوا ان يرتبوا المواهب على حسب الوظائف والالقاب فمن هؤلاء من كنت تسأله ترتيب الشعراء فيقول لك اولهم فلان لانه باشا وثانيهم فلان لانه بك وثالثهم فلان لانه حامل نيشان , فطائفة الافندية والمشايخ وهلم جرا كأنما يرتبونهم في ديوان التشريفات لا في ديوان الادب )) ويقول الشاعر محمد الاسمر (اما نحن فقد نشأنا في مصر بين جو من الالقاب الشعرية فهذا شاعر الحضرة الفخيمة الخديوية او امير الشعراء وهذا شاعر القطرين او شاعر الاقطار العربية وهذا شاعر النيل واكبر الظن ان الذي دعا الى هذه الالقاب هو ان شوقي كان شاعر الخديوي الذي كان يحكم مصر , فليكن شوقي لاجل ذلك امير الشعراء او خديوي الشعراء ومادام شوقي يلقب بلقب فلابد لخليل مطران ان يلقب بلقب فليكن شاعر القطرين ثم ليكن بعد ذلك شاعر الاقطار العربية بقي حافظ ,ايتركه الذين يكرهون الخديوي بدون لقب فليكن شاعر النيل).


    ومن المعارضين لهذه الفكرة ايضا الشاعر الكبير احمد رامي الذي يقول (وفكرة الامارة هذه مستحدثة لم نر لها مثيلا في العربية وكل ما وصل الينا في هذا الخصوص هو ان النابغة الذبياني كان يحكم بين الشعراء فيميز بين الغث من السمين والتكريم يكون لوفرة الانتاج وعلى ذلك فأمارة الشعر تتعارض في نظري مع الفن السليم) وهناك معارضون آخرون منهم مارون عبود الذي وصفها – اي امارة الشعر- (سخافة بلقاء) واحمد الزين (الشعر فن ليس له امير) وعلي محمود طه (لامعنى لهذه الامارة وليس هناك صلة بين الامارة ورسالة الفن) وبقي الجدل محتدما فقد فتح الباب ولايمكن اغلاقه بسهولة فجاء الدكتور طه حسين ليعترف بأن امارة الشعر العربي انتقلت الى العراق بعد وفاة احمد شوقي وقد ظل الدكتور يتألم لهذا الانتقال حتى اخذ يتحدث عنه كثيرا في مقالاته وقد عين في وقتها للامارة الشاعرين الزهاوي والرصافي مما حدا بالشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري ان يرسل اضبارة من شعره الى الدكتور طه حسين ويقول له:(لو كنت قرأت هذا الشعر لما وجهت الزعامة الى غير هذا الشاعر) وقد ساء السوريين في وقتها رأي الدكتور في انتقال الامارة الى العراق فقالوا(ما للدكتور يرسل الزعامة الى العراق في طيارة وكان يكفيه ان يرسلها الى صاحبها مطران في سيارة) وقد تأثر الزهاوي من مبايعة الشعراء لشوقي بإمارة الشعر كثيرا فقال وهو في مقهى امين ببغداد:

    قالوا لشاعر مصر دار الامارة تبنى

    فقلت يا اهل مصر منكم امير ومنا


    فكل يشعر ان حقه قد اغتصب وانه ظلم في امارة شوقي عليه وكل يشعر ان شوقي ليس بأفضل منه ان لم يكن دونه فقال الشاعر الكبير محمد الهراوي في استنكار وانفة :(انه بايع الشاعرين مبايعة علي للشيخين) وقد عاب الكثير تطرف المتزلفين الذين هنأوا شوقي بأمارته حبا للشهرة وطمعا في احراز منصب فقد كتب عنهم الشاعر حامد جودة في جريدة الاتحاد المصرية في 17/5/1927 ما نصه (بما ان شوقي كان غير مجيد في ربيعيته التي قرئت يوم احتفاله وحافظ كان متكلفا مسفا في عينية والمطران كان مكثرا مملا في همزيته) ثم ينشر ابياتا له تهكمية يعيب بها الشاعر شبلي الملاط اسرافه في تمجيد شوقي ورغم كل هذا التكريم- غير المستحق - من الشعراء لشوقي الا انه يرد عليهم (بالجميل) ولا ينسى ما قدموه له فيقول :


    هذا ولي عهدي وقيم الشعر بعدي

    فكل من قال شعرا في الناس عبدا لعبدي


    وبقي مطمع لقب امير الشعراء يراود اخيلة الكثير منهم رغم اطلاق لقب شاعر العرب الاكبر على اكثرمن واحد وكانت هناك مبايعات لشعراء بالامارة ولكنها كانت فردية وغير رسمية منها قول الرصافي للجواهري:

    اقول لرب الشعر مهدي الجواهري الى كم تناغي بالقوافي السواحر

    حتى جاء عام 1916 عندما بويع بالامارة الشاعر اللبناني بشارة الخوري (الاخطل الصغير) في احتفال كبير غص بالمدعوين من الادباء والشعراء من البلاد العربية وفي نهاية المهرجان اعلن شعراء العرب مبايعتهم الاخطل الصغير بأمارة الشعر ونشر في بيروت غداة المهرجان (بعد اليوم لن يقال الاخطل الصغير بل سيقال امير الشعراء الاخطل الصغير) لكن هذا اللقب لم يلازم الاخطل الصغير كما لازم شوقي فقد انتفض المصريون وثاروا لعرقهم وممن وقف بوجه امارة الاخطل الشاعر عزيز اباظة (ليس للشعر امارة) والشاعر علي الجندي (ابغض الالقاب الى نفسي) والشاعر حسن كامل (لانرضى بالعبودية) والشاعرمحمد عبد الغني حسن (لكل طير نغمة) والشاعر محمد التهامي (انها كلمة مجاملة لاغير) والشاعرعامر بحيري (في القمة اكثر من شاعر) وغيرها من الاقوال.

    إن المصريين يعرفون اكثر من غيرهم أن بشارة ليس باقل من شوقي في شاعريته إن لم يكن اكثر جودة منه فإذا كانت هذه الامارة لا تليق بنظرهم لبشارة فأنها لا تليق ايضا لشوقي .



    * كتبه : السياف

    ليل و طرب


  2. #2
    طلالي مميز
    الحاله : الكوبـرا غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2016
    رقم العضوية: 255994
    مشاركات: 1,447
    بدون شك لقب أمير الشعراء لقب أكبر من شوقي .. شوقي شاعر مميز لكن هناك العشرات من شعراء الفصحى أفضل منه

  3. #3
    طلالي مميز
    الحاله : Stalin غير متصل
    تاريخ التسجيل: Mar 2012
    رقم العضوية: 251600
    مشاركات: 6,662
    شوقي شاعر عظيم جداً بغض النظر عن الألقاب
    ندوّر في الحياة العافية والستر والتوفيق
    وحسن الخاتمة عند الممات وبارد الجنة

  4. #4
    طلالي مميز
    الحاله : ثائر بين أضلعي غير متصل
    تاريخ التسجيل: Dec 2008
    رقم العضوية: 151976
    المكان: المدينة المنورة
    مشاركات: 3,858
    بالنسبه لعصره اللي عاش فيه والاستعمار الأجنبي

    وتاثيره على اللغة العربية

    يعتبر ملك الشعراء وليس امير الشعراء .

    وطلال مول له قصيده قولوا له

    بشكل جميل جدا على مقام العجم

    وطبعا طلال ماشاء الله يمول على اي مقام

    صوته سلس ومرن

    ماعنده عك

    واصلاً جميع قصائد شوقي اللي مولها عبدالله جميله .

  5. #5
    كذا أنا يا دنيا
    الحاله : فتى مكة غير متصل
    تاريخ التسجيل: May 2005
    رقم العضوية: 15528
    المكان: الأرض الطيّبة
    الهواية: القراءة والإنترنت
    مشاركات: 8,869
    مقال منقول حتى بدون تصحيح للأخطاء الإملائية والتاريخية

    مثلا .. الأخطل الصغير بويع بامارة الشعر عام 1961م وليس عام 1916
    وصواب بيت أحمد شوقي هو ( أأخون اسماعيل في أبنائه .. ولقد ولدت بباب اسماعيلا ؟ )

    في الحقيقة أن أحمد شوقي أمير الشعراء وشاعر الأمير في نفس الوقت ، فهو شاعر ارستقراطي الأصل والنشأة وعلى صلة وثيقة بالسرايا ، وربما كان ذلك من أسباب معارضته لثورة أحمد عرابي وانحيازه للخديوي توفيق وهجائه لعرابي بعد عودته من المنفى ( صغار في الذهاب وفي الإياب .. أهذا كل شأنك يا عرابي ) وأمثالها من قصائد لم يجرؤ على نشرها في ديوانه وظهرت بعد وفاته في ديوان (الشوقيات المجهولة) .

    أما حكاية الألقاب فهي مجرد تكريم لا يستدعي الغيرة والحسد ومحاولة السرقة بعد ذيوع اللقب وارتباطه باسم معين كما لا يستدعي تلك الفلسفة الحانقة التي تجادل بقوة أن كان هذا اللقب مستحق أم لا ، ولا أدري ماحاجة (الأخطل الصغير) إلى الألقاب أصلا وهو مشهور بلقبه أكثر من اسمه الحقيقي (بشارة الخوري) ؟؟

    أما طه حسين فهو على صواب بانتقال الشعر العربي بعد شوقي إلى العراق ، ولكن يبدو أنه نسي نفسه عندما بايع عباس العقاد بامارة الشعر بعدما انتقل طه حسين إلى حزب الوفد الذي طالما ناصبه العداء وكتب المقالات في نقده وفي هجاء زعيمه سعد زغلول !

  6. #6
    طلالي مميز
    الحاله : مالك الحزين غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2004
    رقم العضوية: 8416
    المكان: حيث أنا
    مشاركات: 5,453
    أهلا ليل وطرب وشكرا على النقل .

    موضوع جميل لا لانه أصاب الحقيقة ، ولكن لأنه غيـّر قليلا من وتيرة المواضيع الفنية في المنتدى ، ورمى حجرا أثار به بعض الأفكار وذكرنا بعض القراءات عن شاعرية شوقي ، ومراحل تطور الشعر العربي منذ بزوغ نجم الشاعر البارودي في منتصف القرن التاسع عشر انتهاء بجماعة أبولو الشعرية منتصف القرن العشرين .
    والحقيقة أن صاحب المقال لا نستطيع أن نضعه ضمن النقاد المحايدين ، فالحسد واضح في المقال ، وربما النعرة الإقليمة أكثر وضوحا ، رغم ورود أمور صحيحة من أن شعر شوقي فيه ما يـُنتقد بل ويلام شوقي عليه ، ولكن لديه قصائد طارت كل مطار ، وديوانه مليء بتلك الأبيات التي أصبحت تنافس كثيرا من أبيات المتنبي لكثرة تردادها على ألسنة الناس ، والنقاد أكثروا من الثناء على شاعرية شوقي وانسيابيته في الشعر وعلو كعبه في المفردات العربية الفصيحة ، وادخاله فن المسرحيات في الأدب العربي .

    وقد ظهرت تلك النعرة الإقليمية في مقال السياف هذا لما طعن في حب حافظ ابراهيم لشوقي ووصفه بالخوف من " مقام شوقي ومكانته في القصر وبين الاعيان " واتهمه بالتزلف " لعله يحظى بمثل ما حظي به شوقي " !
    فما سمعنا أن شوقي قد أضر بأحد الشعراء ممن لم يحذُ حذو حافظ ابراهيم !
    وكل من قرأ عن تلك الحقبة الأدبية يعرف العلاقة التي جمعت الشاعرين .

    والحقية أن إمارة الشعر هذه في ظني هي لقب فيه معنى مجازي يشير إلى استحقاق شوقي ان يكون الأفضل بين أبناء جيله ، ولم تكن تلك الأمارة على حقيقتها تتطلب بيعة وسمعا وطاعة لكي ينقل لنا صاحب المقال أقوال " مارون عبود الذي وصفها – اي امارة الشعر- (سخافة بلقاء) واحمد الزين (الشعر فن ليس له امير) وعلي محمود طه (لامعنى لهذه الامارة وليس هناك صلة بين الامارة ورسالة الفن) "

    ولكن ما صدق فيه صاحب المقال هو أن شعراء العراق لا يقلون شاعرية وقوة عن شاعري مصر شوقي وحافظ ، بل هم يفوقون حافظا بالفعل ، ولكن يبقى شوقي كما قال عنه الرافعي في وحي القلم :
    " شوقي ، هذا هو الاسم الذي كان في الادب كالشمس من المشرق ، متى طلعت من موضع فقد طلعت في كل موضع ، ومتى ذُكر في بلد من بلاد العالم العربي اتسع معنى اسمه فدل على مصر كلها ، كأنما قيل النيل أو الهرم أو القاهرة ، مترادفات لا في وضع اللغة ولكن في جلال اللغة . "
    ومع ذلك الإطراء فإن من أبرز من انتقد شوقي هو الرافعي رغم اعترافه له بالفضل ، وكذلك العقاد والمازني ، رغم تحاملهم عليه في كتاب الديوان إلا أن في بعض نقدهم شيء من الصواب وخاصة فيما يتعلق بالأغراض والمبالغات .
    ولا ننسى احد الشعراء السوريين الظرفاء حينما ذُكرت شاعرية شوقي عنده قال على سبيل الدعابة :

    لو كنتُ في قصر الخديوي مثل شوقي
    لفاض الشعرُ من تحتي وفوقي


    المقال جيد في جرأته وطرقه لمسألة تهم الادباء أيهم أفضل ، ولكنه تمادي في الطعن غير المبرر .
    اخر تعديل كان بواسطة » مالك الحزين في يوم » 08-12-2017 عند الساعة » 12:17 AM


  7. #7
    مشرف
    الحاله : AhmedTheKing غير متصل
    تاريخ التسجيل: Sep 2004
    رقم العضوية: 7659
    المكان: مكة - زمزم ولد زمزم
    الهواية: كرة القدم , الموسيقى والأغاني العربية منها والغربية , الأفلام الأمريكية , الانترنت , ألعاب الفيديو
    السيرة الذاتيه: أنا الملك
    العمل: إيش يسوي الملك؟ يقعد يتسلطن طول اليوم
    مشاركات: 56,722
    يوجد ما يعرفه الأدباء والمهتمون بالأدب بشكل خاص واللغة العربية بشكل عام باسم "عصر الانحطاط"

    وهذا العصر يؤرخه البعض منذ سقوط بغداد (656هـ) والبعض يرى أنه بعد سقوط غرناطة والأندلس (770هـ)

    هذا العصر الذي استمر حوالي خمسة أو ستة قرون (حسب أي رأي تأخذه في تاريخ بدايته) اندثر فيه الشعر العربي إلى ما يشبه العدم ولم هنالك أيضا ما يثري من الأدب النثري إلا القليل الذي لا يكاد يسمن ولا يغني من جوع !

    هذا العصر الذي كان الأدب الموجود فيه ما هو إلا محاكاة ممجوجة لما جاء قبله من أدب رفيع المستوى أو مبالغة في استخدام المحسنات البديعية دون إثراء في المعنى

    وظل الوضع على ما هو عليه حتى ظهرت أجيال جديدة أعادت هيبة الأدب العربي شعرا ونثرا مع نهايات القرن التاسع عشر الميلادي وبدايات القرن العشرين

    أدباء وشعراء أمثال البارودي والمنفلوطي والعقاد وحافظ إبراهيم وأحمد رامي وإبراهيم ناجي وإيليا أبو ماضي والأخطل الصغير وغيرهم

    ولا ينكر منصف تأثيرهم الكبير على عودة الأدب العربي إلى مستوى مشرف بأشعارهم وأدبهم وما ترجموه من كتب الأدب العالمي من أدب وشعر ومسرحيات

    خصوصا محمود سامي البارودي (وهو الوحيد من الذين سبق ذكرهم الذي جاء قبل شوقي) الذي قال فيه أحمد شوقي نفسه ((البارودي هو الذي بعث الشعر العربي من نومه الطويل)) وهذه كلمة حق عظيمة من شوقي في حق البارودي

    ولكن ..

    يعلم كل متابع للأدب العربي الحديث أن "أحمد شوقي" في مرتبة عالية جدا ..

    فإن كان البارودي من بدأ المدرسة الكلاسيكية فإن شوقي سبب في بقائها هذه السنين

    ولا أظن أن بشارة الخوري يرقى إلى أن يُقارن بشوقي حتى يُنصّب أميرا للشعراء !

    فأحمد شوقي هذا الرجل الذي نشأ في القصور مرفّها غنيا غير محتاج إلى المادة ولكن الله عز وجل يسر له العلم ووهبه حب الشعر والأدب وسرعة البديهة وموهبة الحفظ إضافة إلى معرفته الممتازة للتاريخ الإسلامي وهو ما يتجلّى بكثرة في أشعاره في استعاراته وتشبيهاته وإضافة إلى ذلك فقد تعلّم الفرنسية في بداياته خلال رحلته للتعلم في فرنسا في شبابه والإسبانية عندما كان في المنفى

    وقد كانت حياة شوقي عامرة بالأحداث وبالتنقل بين البلاد ما جعله ملما بثقافات البلاد العربية والإسلامية والأوروبية وما أصدق قوله هو نفسه في هذا الصدد

    وخير ما يُنْظَمُ للأديب *** ما نطقته ألسنُ التجريب

    نظم في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم قصائد متعددة وأبياتا تُعدّ بالمئات في هذا الموضوع وحده !

    ومن أشهرها همزيته التي مطلعها

    وُلِد الهُدى فالكائنات ضياءُ *** وفم الزمان تبسّم وثناءُ

    وهو الذي يقول فيها

    ما جئت بابك مادحا بل داعيا *** ومن المديح تضرعٌ ودعاءُ

    وبائيّته التي مطلعها

    سلوا قلبي غداة سلا وتابا *** لعل على الجمال له عتابا

    وهو الذي يقول فيها

    أبا الزهراء قد جاوزتُ قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

    ونظم في السياسة شعرا ما جعل الإنجليز ينفونه إلى إسبانيا فزاد نظمه في تاريخ الإسلام وفي انتقاد المحتلين ونظم "أرجوزة" تتكون من قرابة ألفيْ بيت والتي عنونها "دول العرب وعظماء الإسلام" والتي أوجز فيها تاريخ البشرية والإسلام والتي قيل فيها أنها "دُرّة في تاج الأدب العربي" ومطلعها

    الحمد لله القديم الباقي *** ذي العرش والسبع العُلا الطِّباقِ

    ونظم في حب الوطن في المنفى ما نظم ومن أشهر أبياته

    وطني لو شغلت بالخلد عنه *** نازعتني إليه في الخلد نفسي

    وقال أيضا ..

    يا ساكنى مصر إنا لا نزال على *** عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا

    هلا بعثتم لنا من ماء نهركم *** شيئاً نبل به أحشاء صادينا

    كل المناهل بعد النيل أسنة *** ما أبعد النيل إلا عن أمانينا


    ومن شعره السياسي المشهور يعاتب فيه أعضاء الأحزاب في مصر

    إلام الخُلف بينكم إلاما؟ *** وهذي الضجة الكبرى علاما؟

    وفيم يكيد بعضكم لبعض *** وتبدون العداوة والخصاما؟

    وأين الفوز؟ لا مصر استقرت *** على حال ولا السودان داما


    وهجا أحد من مدحوا الإنجليز أيام الاحتلال فقال:

    غمرت القوم إطراءً وحمدًا *** وهم غمروك بالنعم الجسام

    خطبت فكنت خَطْبًا لا خطيبًا *** أضيف إلى مصائبنا العظام

    لهجت بالاحتلال وما أتاه *** وجرحك منه لو أحسست دام


    ومن أبياته السياسية الساخرة المبطنة

    برز الثعلب يوما .. في ثياب الواعظينا

    فمشى في الأرض يهذي .. ويسبُّ الماكرينا

    ويقول الحمد لله .. إله العالمينا

    أيا عباد الله توبوا .. فهو رجاء التائبينا


    وقد انتهج شوقي فترة هذه الطريقة بتبطين شعره السياسي بقصص الحيوان

    ومن شعره الاجتماعي لا يكاد عربي يجهل قول شوقي

    قُم للمعلم وفّه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا

    وكذلك انتقاده لزواج القاصرات ببيتين قاسيين يصفان الحال فعلا

    المالُ حلّل كل غير محلل *** حتي زواج الشيب بالأبكارِ

    ما زُوِّجتْ تلك الفتاة وإنما *** بيع الصِّبا والحُسن بالدينارِ



    وله من القصائد والأبيات المشهورة المُغنّاة من كبار الفنانين في تاريخنا ما يكاد يعلمها الجميع وقد يعلمون أنها لشوقي أو لا يعلمون ..

    كقوله:

    خدعوها بقولهم حسناءُ *** والغواني يغرّهنّ الثناءُ

    وقوله:

    يا جارة الوادي طربتُ وعادني *** ما يُشبه الأحلام من ذكراك

    وقوله:

    مضناك جفاه مرقده *** وبكاه ورحّم عوّده

    وقوله:

    علّموه كيف يجفو فجفا *** ظالم لاقيت منه ما كفى

    وقوله:

    منك يا هاجر دائي وبكفيك دوائي *** يا مُنى روحي ودنياي وسؤلي ورجائي

    وقوله:

    يا حبيبي كحّل السّهد جفوني *** مذ نما طيفي عن عيني وغاب

    وقوله:

    مقادير من جفنيك حوّلن حاليا *** فذُقتُ الهوى من بعد ما كنت خاليا

    وقوله:

    مال واحتجب .. وادّعى الغضب *** ليت هاجري يشرح السبب

    وقوله:

    آذار أقبل قم بنا يا صاح *** حيّ الربيع حديقة الأرواح

    وقوله:

    مضنى وليس به حراك *** لكن يخِفُّ إذا رآك

    وغير هذا كثير مما غناه أشهر الفنانين العرب كمحمد عبد الوهاب الذي كان أكثر من غنى لشوقي وقد كان شوقي قد تبنّاه فنيا

    وكأم كلثوم وفيروز وطلال مداح رحمه الله الذي غنى من كلماته عدة أغانٍ كما أدّى مواويلَ لا تُنسى من كلمات شوقي

    وغيرهم كثير ..

    ويُقال أن إنتاج شوقي الشعري تجاوز 23 ألف بيت .. وهو أكبر إنتاج موثق لشاعر في التاريخ العربي كله !

    ولا أظن أن هنالك شاعر في العصر الحديث يجرؤ حتى أن يعتقد في قرارة نفسه أنه أفضل من أحمد شوقي !

    فإذا كان النقاد يقولون أن كل من جاء بعد المتنبي تأثر بشعره بشكل أو بآخر .. فأنا أعتقد أن كل من جاء بعد شوقي تأثر بشعره بشكل أو بآخر

    وهذا دليل بلا شك على عظمة أحمد شوقي وأنه في العصر الحديث بالنسبة لي وبالنسبة لآخرين كُثر .. أمير الشعراء بمرتبة الملك والقائد المظفر !
    وذو الجهلِ لا ينفكُّ مضطربا *****
    ***** لأقلِّ شيءٍ يفقدُ الصَّبرا
    كل المصائبِ عنده كبُرَتْ *****
    *****إلا مصيبة جهلهِ الكُبْرَى





  8. #8
    طلالي
    الحاله : ليل الأحباب غير متصل
    تاريخ التسجيل: May 2009
    رقم العضوية: 200226
    مشاركات: 76
    شوقي يعتبر عند الغالبية أفضل شعراء المدرسة الاتباعية أو التقليدية..
    لكن الشعر مسألة ذوق.. فعند الحديث عن الشعر العربي المعاصر
    فأنا أفضل شعراء المدرسة الرومانسية وشعراء المدرسة الواقعية
    وأبغض شعراء الرمزية.. ولا بأس بالاتباعيين لكنهم ليسوا مجددين

    وأنا تعجبني مسألة التجديد.. فليس من الممتع أن تقرأ شعرا حديثا
    لا يختلف كثيرًا عن الشعر العربي التقليدي، وهو أقل من مستواه..

  9. #9
    طلالي مميز
    الحاله : ليل و طرب غير متصل
    تاريخ التسجيل: Apr 2009
    رقم العضوية: 190052
    مشاركات: 26,555
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة مالك الحزين مشاهدة المشاركة
    أهلا ليل وطرب وشكرا على النقل .
    العفو

    ليل و طرب


  10. #10
    طلالي مميز
    الحاله : مالك الحزين غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2004
    رقم العضوية: 8416
    المكان: حيث أنا
    مشاركات: 5,453
    كلما جاءت سيرة أحمد شوقي تذكرتُ مقالا رائعة كان قد نُشر في مجلة العربي قديما ، وجاء في المقال قصة قصيدة شوقي عن النخيل ، وللأسف بحثت على النت فلم أجد المقال ، ولك أجد موقع مجلة العربي القديم ، ولكنني وجدتُ أصل القصة التي يرويها كاتب الشاعر الكبير فيقول :

    كنا في الشارع الجديد الموصل من المنتزه إلى شارع أبي قير، وهو الشارع الذي تعوّدنا الرياضة فيه يوميا سيراً على الأقدام. وعندما خرجنا من السيارة وقف ينظر إلى النخيل، ثم قال لي: اكتب، فأخرجتُ قلما وورقا وأملى عليّ ما يأتي:



    أَرى شَجَراً في السَماءِ اِحتَجَب ** وَشَقَّ العَنانَ بِمَرأى عَجَب
    مَآذِنُ قامَت هُنا أَو هُناكَ ** ظَواهِرُها دَرَجٌ مِن شَذَب
    وَلَيسَ يُؤَذِّنُ فيها الرِجالُ ** وَلَكِن تَصيحُ عَلَيها الغُرُب
    وَباسِقَةٍ مِن بَناتِ الرِمالِ ** نَمَت وَرَبَت في ظِلالِ الكُثُب
    كَسارِيَةِ الفُلكِ أَو كَالمِسَل ** لَةِ أَو كَالفَنارِ وَراءَ العَبَب
    تَطولُ وَتَقصُرُ خَلفَ الكَثيبِ ** إِذا الريحُ جاءَ بِهِ أَو ذَهَب
    تُخالُ إِذا اِتَّقَدَت في الضُحى ** وَجَرَّ الأَصيلُ عَلَيها اللَهَب
    وَطافَ عَلَيها شُعاعُ النَهارِ ** مِنَ الصَحوِ أَو مِن حَواشي السُحُب
    وَصيفَةَ فِرعَونَ في ساحَةٍ ** مِنَ القَصرِ واقِفَةً تَرتَقِب
    قَدِ اِعتَصَبَت بِفُصوصِ العَقيقِ ** مُفَصَّلَةً بِشُذورِ الذَهَب
    وَناطَت قَلائِدَ مَرجانِها ** عَلى الصَدرِ وَاِتَّشَحَت بِالقَصَب
    وَشَدَّت عَلى ساقِها مِئزَراً ** تَعَقَّدَ مِن رَأسِها لِلذَنَب


    عند هذا البيت كنا قطعنا كيلو متراً سيراً على أقدامنا وكان يتخلل المسير قليل من الوقوف والنظر إلى النخيل. ثم ركبنا السيارة وبعد خطوات قليلة قال لي: اكتب، فأخرجت القلم للمرة الثانية فقال:

    أَهَذا هُوَ النَخلُ مَلكُ الرِياضِ ** أَميرُ الحُقولِ عَروسُ العِزَب
    طَعامُ الفَقيرِ وَحَلوى الغَنِيِّ ** وَزادُ المُسافِرِ وَالمُغتَرِب
    فَيا نَخلَةَ الرَملِ لَم تَبخَلي ** وَلا قَصَّرَت نَخَلاتُ التُرَب
    وَأَعجَبُ كَيفَ طَوى ذِكرَكُنَّ ** وَلَم يَحتَفِل شُعَراءُ العَرَب
    أَلَيسَ حَراماً خُلُوُّ القَصا ** ئِدِ مِن وَصفِكُنَّ وَعُطلُ الكُتُب
    وَأَنتُنَّ في الهاجِراتِ الظِلالُ ** كَأَنَّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب
    وَأَنتُنَّ في البيدِ شاةُ المُعيلِ ** جَناها بِجانِب أُخرى حَلَب


    وعند هذا البيت كنا في منتصف شاع فكتوريا (شارع إسماعيل باشا صدقي الآن) فقال لي: كفى. فرددتُ قلمي وورقي إلى جيبي، ولكن لم تمضِ ثوانٍ حتى قال لي.. انظر إلى جمال هذه النخلة في حديقة المنزل، وأشار إلى منزل على اليمين ثم قال لي: أكتب:

    وَأَنتُنَّ في عَرَصاتِ القُصورِ ** حِسانُ الدُمى الزائِناتُ الرَحَب

    ثم قال: كفى، حتى إذا كنا أمام المنزل وفتح باب السيارة قال لي: ألستَ دمياطياً؟ قلتُ : بلى. قال كأنك ولدت في وسط النخيل (يريد أن دمياط محاطة بكثير من النخيل). فماذا رأيت وهل تركنا له شيئاً؟

    وخرجنا من السيارة إلى "فرندة" المنزل فجلسنا وأخذت أتذكر بضع دقائق، ثم قلت له: لم نترك إلا تعدّد ألوانه، فابتسم وقال: أنت اليوم حاضر الذهن. ثم قال لي في الحال.. اكتب، وقبل أن أُخرج القلم والورق قال:



    جَناكُنَّ كَالكَرمِ شَتّى المَذاقِ ** وَكَالشَهدِ في كُلِّ لَونٍ يُحَب

    اخر تعديل كان بواسطة » مالك الحزين في يوم » 11-12-2017 عند الساعة » 11:15 PM


  11. #11
    طلالي مميز
    الحاله : سارة000 غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2002
    رقم العضوية: 1995
    مشاركات: 7,945
    والله موضوع حلو


    سأدلى بدلوى

    انا اشوف ان احمد شوقى ابن القصر فلا يعول كثيرا على قصائده الوطنية لأنها تقدمه قبل ان تخدم غيره...لان هذا الشاعر غير عربى ولكنه اتقن اللغة العربية زى واحد فى بالى هههههه طبعا عارف نفسه

    المهم ان هالشاعر كان شاعر الأمراء فلذلك..لقيت بأمير الشعراء


    نجى لحافظ ابراهيم كان فقير واستطاع أن يحفر له اسما فى تاريخ الأدب

    اتوقع سموه شاعر النيل عشان النيل هو المكان اللى يجتمع فيه الغلابة فسموه شاعر النيل

    الغريب ليه ماعندهم شاعر الاهرامات؟؟

    جد والله وين شاعر الاهرامات ...

    طبعا حافظ ابراهيم اقل ثقافة من احمد شوقى

  12. #12
    طلالي مميز
    الحاله : wall09 غير متصل
    تاريخ التسجيل: Oct 2014
    رقم العضوية: 255080
    مشاركات: 1,317
    أمير الشعراء أحمـد شوقي

    مرض مرضاً شديداً فى أيامه اï»·خيرة
    فوجئ بخادمه يخبره أن فضيلة الشيخ محمد اï»·حمدي الظواهري شيخ الجامع اï»·زهر يريد لقاءه .. فهب شوقي واقفاً و هرول للقاء اﻹمام اï»·كبر فلما قابله و رحب به سأله عن سبب تشريفه بالزياره
    فكان جواب شيخ اï»·زهر : جئتك مأموراً من رسول الله ï·؛ فقد زارنى النبيُّ ï·؛ الليلة الماضية و أمرني أن آتي إليك و أخبرك أنه ï·؛ فى انتظارك ...
    و بعدها بأيام قليلة توفي شوقي و منذ وفاته لم يكن فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي يذكره إلا و يقول : لا تقولوا شوقي رحمه الله و لكن قولوا شوقي رضي الله عنه ، فوالله لم يمدح النبي َّï·؛ شاعرٌ مثل ما مدحه شوقى :

    أبا الزهراء .. قـد جاوزت قدرى
    بمدحـك .. بَيْـدَ أنَّ لي انتسابا

    مدحـتُ المالكين فزدت قــدرا
    و حين مدحتك اجتزتُ السحابا

    �� اللهم صل و سلم و بارك و أنعم على عبدك و رسولك سيدنا محمد ��

    و يضيف الشيخ الشعراوي رحمه الله :
    و لم يدافع و يشرح و يوضِّح حقائق اﻹسلام مثل شوقي و هو الذى جمع مبادئ اﻹسلام فى بيت واحد فقال :
    الدين يـُسرٌ .. والخـلافة بـَيعة
    و الأمر شورى .. و الحقوق قضاء

    و من بليغ ما قال :
    يا ربّ صلّ و سلّم ما أردتَ على
    نزيلِ عرشـك خير الرسل كلّهم

    ياربّ هبّت شـعوبٌ من منيّتـها
    و استيقظت أمم من رقدة العدم

    فالطفْ لأجل رسول العالمين بنا
    و لا تزدْ قومَـه خَسْـفاً و لا تـسم

    يا ربّ أحسنتَ بدء المسـلمين به
    فتمّم الفضل و امنحْ حسنَ مُختَتَم

    عفا الله تعالى عن أمير الشعراء شوقي .. و رفع منزلته

قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •