.
.

جاء رجل للإمام مالك فقال له : ناظرني .
فقال مالك : فإن غلبتك ؟
قال : أتبعك .
قال : فإن غلبتني ؟
قال : تتبعني.
قال : فإن جاء ثالث فغلبنا ؟
قال : نتبعه .
فقال مالك : يا هذا ، إني لست بشاك في ديني ، فاذهب إلى شاك مثلك.


وجاء رجل إلى الحسن البصري فقال : أناظرك في الدين
فقال الحسن : أنا عرفت ديني ، فإن ضل دينك فاذهب فاطلبه .


كنتُ قديما لا أجد موضوعا فيه طعن في الدين إلا وأتصدى له بالأدلة والنقاشات التي تطول جدا ، ثم وجدتُ الأمر أسهل مما ظننتُ ، لا تلقِ له بالا وسيندثر لوحده ، حتى لو شاع بين الناس ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، وأشهرها كتاب الشيخ الغزالي المعاصر ( السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث ) والذي طعن فيها في كثير من الأحاديث الصحيحة في كتابي البخاري ومسلم ، وهو الكتاب الذي ثارت حوله النقاشات والردود ، واليوم لم يعد له ذلك الذكر ولم يصبح مرجعا في بابه .
وقد تبين لي من كثرة ما قرأت وسمعت عن محاولات للنيل من السنة أن كتب السنة الصحيحة باقية ومن تجرأ عليها مندثر لا محالة ، فرقعات اعلامية ، وزوبعة في فنجان لا تنال إلا من صاحبها .

قرأتُ قديما بعض كتابات أحمد صبحي منصور وإيهاب عبده في ردهم السنة ، وما اقتنعت بشيء من أدلتهم ، بل إنهم اضطروا إلى مخالفة منهجهم في الطعن في علم الرجال والأسانيد ، واستدلوا بروايات عن بعض الصحابة والتابعين ليؤيدوا فكرتهم ، وهذا هو العجب العجاب أن يقعوا في التناقض ، فهم يردون الأسانيد ثم يستندون إليها لتأييد فكرتهم .

قال أحدهم للشيخ الألباني مرة :
فلان من العلماء يرد الأحاديث ويقول أن بعض الصحابة أخذوا بالإسرائيليات .
فقال الألباني : وكيف عرف أن بعض الصحابة أخذوا بالإسرائيليات ؟

وهو سؤال عميق بالفعل لمن تدبره ، فمن طعن في السنة كونها من الإسرائيليات كيف له أن يعرف بأن بعض الصحابة كان يأخذ بالإسرائيليات ، فلن يستطيع إلا أن يقر بأنه عاد للأحاديث المسندة التي تنقل لنا أخبار الصحابة ، فإن صدقها وأخذ بها وبنى عليها كلامه فمن باب أولى أن يأخذ بما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام .

على العموم حتى هؤلاء المنكرين للسنة لن يستطيعوا تجاوز البخاري ومسلم وما صح من الأحاديث مهما حاولوا التشغيب حولها ، وكل ردودهم ضعيفة ولا حاجة لي في نقلها وتبيان خطأها ، لكنها للأسف تقابل قلوبا مريضة بالشك قد يتبنون ما فيها مكابرة أو جهلا ، نسأل الله لهم الهداية .

قبل قليل بحثت على اليوتيوب عن أحمد صبحي منصور من باب الفضول ، فوجدت له مقابلة عجيبة ، مع أحد المتنصرين العرب من الذين لم يكتفوا بالردة ، وإنما كانوا سهما في الإسلام وتعاليمه وأفترى الكذب على مبادئه كثيرا ، وهو ما يُعرف بالأخ رشيد ، وله برنامج بذيء وقبيح جدا على أحدى القنوات المسيحية ، ديدنه في هذا البرنامج السخرية من الرسول عليه الصلاة والسلام والطعن في الإسلام ، وقد شاهدتُ له حلقتين فلم أستطع أن أكمل لوقاحة مضمونه .
السيد أحمد صبحي منصور كان ضيفا على رشيد في نفس
البرنامج ، وقد شكر القائمين على القناة لمنحه فرصة الظهور !
رجل رد السنة زاعما انه حريص على الدين وعلى القرآن ،
هل تعتقدون لو كان صادقا أن يظهر في برنامج مثل هذا !
والعجيب أنه تكلم عن محمد الفاتح وتسامحه مع النصارى بعد فتح القسطنطينية ، فقال :
لا أقول أنه تسامح إسلامي ، ولكنه تسامح منه هو.
عجيب أمر هذا الرجل الذي يدعي صونه لجناب القرآن !

ورشيد نفسه يتهم الإسلام ويتهم الرسول بشكل صريح بالإرهاب
وأحمد منصور ردوده بدت ضعيفة ، وهذا دليل على جهله بدينه .





وهنا كانت الطامة ، حيث يصف حديث ( بُني الإسلام على خمس ) بالملعون :






وأخيرا وكما نقل لنا بعض الفضلاء في هذا المنتدى ظهر لنا رجل مغربي اسمه رشيد أيلال بكتاب اسمه ( صحيح البخاري ..نهاية أسطورة ) وأنا ليس عندي مشكلة في نشر اسماء هذه الكتب لأنها متهافتة ، واختياره لاسم الكتاب مضحك بالفعل ، فالحمد لله أن بعث بيننا هذا الرجل بعد هذه السنين الطويلة لكي يبين لنا ما وهمنا سنين في الأخذ به ، والحمد لله الذي أظهرعلى يديه أن اسطورة البخاري انتهت إلى غير رجعة !

على العموم ، حاولت تحميل الكتاب على النت ولم أجده ، فقرأت بعض كتابات المؤلف على
صفحته على الفيس بوك ولم أجد جديدا ، فهو ينقل عن أحمد صبحي وغيره من منكري السنة .
لكن المفاجئة كانت أن هذا الكاتب لم يكمل المرحلة الاعدادية ،
ويعمل صحفي ، ووصف نفسه بأنه باحث في علم مقارنة الأديان .





يا ناطح الجـبـلَ العالـــي ليَكْلِمَه ** أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ