.
.





بيل غيتس وستيف جوبز



كيف يتغير العالم ، وكيف تتغير أساليب حياتنا ؟

في هذا البرنامج ولأول مرة استطعتُ تخيل ظروف تغير أساليبنا بالصوت والصورة ، فكل الاختراعات التي غيرت حياتنا قديما لم تكن مشاهدة ومسموعة مثلما حصل مع جوبز وغيتس عبقريي التكنولوجيا الحديثة ، والذين قالا وهما دون العشرين سنغير العالم !

شاهدتُ البرنامج الوثائقي بشغف وشوق كبيرين للتعرف
على ظروف عملهما ، فوجدتُها ببساطة التحدي والهمة العالية .

منذ أواسط السبعينات الميلادية وهما يتنافسان لانتاج أفضل حاسوب شخصي ، حيث كانت الحواسيب
وتشعيلها تقريبا تكاد أن تكون حكرا على ( الأزرق الكبير ) شركة IBM المتعددة الجنسيات .
فلكم أن تتخيلوا هذين الشابين يناطحان تلك الشركة العملاقة .
ما أراد منتجو هذا الوثائقي أن ينقلوه لنا هو باختصار ( قصة نجاح ) .

كبرنا في بداية الألفية الثالثة ونحن لا نعرف في مجال الحاسوب إلا بيل غيتس وبرمجياته التي كتبها ونظام التشغيل الذي نقلنا بكل سهولة في كل مكان وهو نظام ويندوز ، غير أن الأمر كان أكبر من غيتس وحده ، فلولا جوبز ما كان غيتس ، والعكس صحيح .

وكنت أظن أن غيتس اخترع نظام ويندوز عام 1985 من العدم ، ولكنني تفاجأتُ في هذا الوثائقي أن هذا النظام ما هو إلا تطوير عبقري لنظام حواسيب ماكنتوش الذي وضعه جوبز عام 1984 والذي انهى به احتكار IBM لصناعة الحواسيب ، هذا النظام بدوره كان قائما على نظام دوز الذي وضعه غيتس والذي هو ثمرة أصلا لنظام بيزك من صنع غيتس وأحد أصدقائه في أوساط السبعينات .

الوثائقي اسمه ( وجها لوجه ) ، وهو مقارنة بين ما قدمه غيتس في مجال برمجيات الحواسيب الشخصية وما قدمه جوبز من اختراعات رائعة في ما يخص أجزاء الحواسيب ودمج البرمجيات بها ، بين برامج وورد واكسل وأنظمة التشعيل وبين اختراع الفأرة واختزال كثير من الأجزاء في ما يعرف باللوحة الأم ( ماذر بورد ) وتطوير لوحة الطباعة ( الكيبورد ) قبل حتى ظهور ويندوز وبرامجه .

باختصار هو مقارنة بين الهارد وير والسوفت وير ، مقارنة وضعت المشاهد في حيرة ،
أيهم خدم العلم والبشرية بشكل أكبر ؟ ومن هو المساهم الأكبر في تغيير مجرى حياتنا .

من وجهة نظري وحسب مشاهدتي للوثائقي ، وكأنني خرجتُ من البرنامج _ أو هكذا أراد منتجوه _ أنني متعاطف أكثر مع جوبز وبراعته في التسويق وطرح المنتجات ووضع الرؤى لخيالاته الخاصة بالتكنلوجيا ، حيث أنه ومنذ أواسط التسعينات وضع رؤية أن يختزل الحواسيب في أجهزة توضع في الجيب وتكون ميسرة للجميع ، وبعدها بعشر سنوات أظهر لنا الآي فون ، ولكن عقلي يصر أن ( الفضل للمتقدم ) وهو غيتس ، الذي بُنيت على برمجياته ونظام تشغيله الكثير من الأفكار والتصميمات .

الرأي لكم ، شاهدوه ولن تندموا .