لا يمكن لاي تحليل ان يكسب المصداقية الا اذا بني على المنطق و الا فان قيمته تكون منعدمة .و الفنان يقاس بجودة ابداعه و ليس بعدد أعماله و اذا وضعنا في حسباننا أن العمر الفني للموسيقار فريد الاطرش هو نصف العمر الفني لمحمد عبد الوهاب و أن فريد الاطرش أنتج ما ينيف عن ست مائة عمل فني هائل فان النتيجة تبدو واضحة و السؤال يبقى غير ذي موضوع علما ان عدد الاعمال يكون بالضرورة متناسبا مع المدة الزمنية التي انتجت فيها هذه الاعمال...هذا اذا لم نضع في الاعتبار ما أكده عدد من الفنانين و الموسيقيين من أن بعض اعمال فريد الاطرش تعادل قيمتها الفنية عشرات من اعمال محمد عبد الوهاب لكل عمل من اعمال فريد الاطرش كما جاء على لسان الملحن بليغ حمدي نقلا عن اعتراف من محمد عبد الوهاب
بكل أسف لا يوجد اي خبير موسيقي يدعي أن عزف مقطوعة باستعمال آلة من الآلات يعد اقتباسا و قد اسهب قانون الملكية الفكرية في مصر الذي صدر سنة ستة و خمسين و كذا المذكرة التوضيحية الملحقة به في تفسير كل أوجه الاقتباس و المحاكاة و االسرقة الموسيقية و تبين لنا أن عزف مقطوعة استرياس قد اشتغل عليه عدد غفير من العازفين ، منهم من عزفها على الجيتار أو الاورغ ومنهم من عزفها بآلات أخرى و كان فريد الاطرش هو الوحيد الذي عزفها على العود و لا يمكن أن ننعت كل هؤلاء العازفين المنتمين لدول مختلفة بالاقتباس في حين ان الاقتباس مختلف عن ما قاموا به ....الاقتباس هو أخد جملة او جمل موسيقية و اختيار كلمات تناسبها و تلحين هذه الكلمات باستعمال هذه الجمل الموسيقية التي يفوق طولها أربعة موازير....و الاقتباس في الموسيقى كما عرفه القانون ينطبق على ما كان يقوم به الموسيقار محمد عبد الوهاب لا فريد الاطرش و لهذا كان رد منظمة اليونسكو واضحا و كانت المذكرة التي تتهم عبد الوهاب بالاقتباس قاسية....و نحن لسنا ضد الاقتباس اذا كان عقلانيا و كانت فيه فائدة للمستمع العربي و لسنا ضد عبد الوهاب و الحال ان أعماله ليست كلها مقتبسة لكن عندما يتم تزييف الوقائع و قلب الحقائق و تنزيه المتهم و تبريئه عن طريق تجريم البريء ، هنا لابد ان ان ناخد القلم لنضع النقط على الحروف
التانجو المقتبس من اوبرا ريجوليتو هو تانجو ياللي نويت تشغلني لمحمد عبد الوهاب و ليس يا زهرة في خيالي لفريد الاطرش وهذا حسب مذكرة خبراء اليونيسكو التي نشرت في معظم الصحف و المجلات سنة 1979 و ليس هناك اي خبير مجنون يمكن ان يغامر و يبريء تانجو ياللي نويت تشغلني و يتهم تانجو يا زهرة في خيالي و الدليل على ذلك ان تانجو يا زهرة في خيالي شاع و انتشر في العالم و تغنى به العديد من المطربين العالميين و ترجم للغات عديدة بينما لم ينجح تانجو ياللي نويت تشغلني لعبد الوهاب في الانتشار العالمي و هذا وحده يعد دليلا كافيا يكذب ما تدعونه خصوصا ان الغرب لا يقبل بالاقتباس
أما فيما يخص الياس سحاب فهو معروف كصحفي مسيحي من اصل فلسطيني و هو احد ثلاثة اخوة ورثوا حب محمد عبد الوهاب من ابيهم و هذا باعترافهم ...أكبرهم سنا هو فيكتور سحاب صحفي و مؤرخ مغمور لا تربطه بالموسيقى اية صلة و مع ذلك فان مؤلفه الوحيد البئيس كان حول الموسيقى الشرقية التي يجهلها ، جعل من عبد الوهاب أستاذ الموسيقى الاعظم و من باقي الموسيقيين تلاميذ صغار مهذبون في مدرسته و منهم طبعا رياض السنباطي و فريد الاطرش....و الثاني حسب الترتيب العمري اسمه سليم سحاب و هو عازف كمان اسس فرقة موسيقية ليس له اي خبرة لا في التلحين و لا في الغناء و لا في النقد الفني و لهذا فهو دائما لا راي له يبقى مختبئا خلف الاخرين الذين يروجون أراءه و ينقلون عنه ترهاته المريضة و يختمون كلامهم بقالها فلان اي سليم سحاب.....و الثالث هو الياس سحاب و هو صحفي مغمور ايضا ليس له اي اطلاع موسيقي و كل ماكتبه لا يتعدى كتابات تافهة تمجد عبد الوهاب و ام كلثوم و تحط من قيمة الفنانين الاخرين و على راسهم فريد ...الاطرش و الثلاتة معروفون بتعصبهم الاعمى لمحمد عبد الوهاب
من التابث عند جميع المؤرخين ان رياض السنباطي كان خجولا لا ييقترب من اللقاءات الصحفية و لا يفتح بابه في وجه الاعلاميين و انه لم يحدث ولو مرة واحدة انه انتقد فريد الاطرش و ان الكلام الذي نقل هنا هو كلام المتعصبين لعبد الوهاب المفبركين الذي ينسبون لرياض السنباطي ما لم يقله و ما لا يمكنه قوله و أنا اتحدى اي كان ان يثبت ان رياض السنباطي قال هذا الكلام
الحقيقة التي يؤكدها المؤرخون و يكشفها الواقع هو ان رياض السنباطي حاول الغناء و التمثيل لكنه لم ينجح و تراجع الى الخلف بعد فشل اول فيلم له ظهر فيه بصفة المطرب الممثل في وقت كان فيه فريد الاطرش في عز نجوميته الطاغية و هذا ما دفع برياض السنباطي الى الابتعاد عن الغناء و التمثيل لانه لم يقدر على المنافسة و تفرغ للتلحين ،و ايضا في التلحين لم ينجح لا مع عبد الحليم و لا مع غيره من الفنانين نجح مع ام كلثوم فحسب و كانما كان يرتكز على صوت ام كلثوم القوي لانجاح الحانه في حين ان صوتها الدافق كان سببا في نجاح الحانه و الحان غيره بل ان الطقاطيق البسيطة التي كانت تؤديها لغيره من الملحنين كانت هي بدورها تنجح بفضل صوتها العظيم...و بالرغم من ان السنباطي كان عازفا ماهرا على آلة العود الا ان فريد الاطرش كان اكثر ثقة في عزفه الذي حقق به شهرة عالمية استحق عليها لقب ملك العود ، فكان الوحيد الذي يستطيع تقديمة وصلات من العزف الحي مع الجماهير قد تصل الى عشر دقائق مع صيحات اعجاب الجمهور المنتشي بقدراته الخارقة في مداعبة اوتار هذه الآلة الساحرة، في حين ان عزف السنباطي كان خجولا لا يعزف الا في الحجرات المغلقة ما يعطي الانطباع بتخوفه من عدم رضا الجمهور عند المقارنة بين عزفه و عزف فريد الاطرش
اخر تعديل كان بواسطة » أحمد السليم في يوم » 02-07-2019 عند الساعة » 04:26 AM