سلام عليكم

في شيء لاحظته في تجربة بليغ حمدي مع أم كلثوم وهو كان نقد فني لأحد ألحانه مع أم كلثوم "بعد وفاته بالمناسبه"
أنه لحن لها لحن لم ينجح كثيراً "ظلمنا الحب" و كان أحد أسباب فشل الأغنية أنها طويله و حزينه بنفس الوقت و
تشعر أنك جالس تسمع 40 دقيقة من الحزن و الكآبه .. و أعتقد أن العمر المناسب للأغنية الحزينة جداً يجب أن لا
يتجاوز 10 دقايق بالكثير و كلما كان أقل كان أفضل كون الحزن له متعته بالموسيقى و العرب يعشقون الميلودي في
الموسيقى و اللحن عكس الغرب اللي يحبونه بجرعات خفيفه وسط الأغنية .. لكن بليغ حمدي صحح غلطته في ألحانه
التاليه و صار يكسر رتم الحزن ببعض الألحان الراقصه و المرحه وسط الأغنيه و نفس الشيء عمله مع لحنه الأسطوري
"زي الهوى" اللي فيه حزن و لكن كان يكسر الرتم بطريقه إحترافيه بدون الإخلال بالجو العام للأغنية .. و عبدالوهاب
قبله تفطن لهذا الشيء و لذلك نشوف مثل هالتقلبات في أغنية "من غير ليه" الرائعة و لكن لها بعض العيوب اللي لن أتحدث
عنها الآن .. كذلك الملحن المجهول كان لما يلحن لحن حزين جداً كان يختصر و لما يلحن لحن طويل كان يحط جرعة حزن
مقبوله و ليس لدرجة الكآبة و تقدروا تلاحظوا هالشيء في رائعته "أنا آسف" اللي غناها القدير عبدالكريم عبدالقادر .. الآن
نجي للي فعله عبادي .. عبادي لحن مكبلهات طويله نسبياً و لكن كان الحزن فيها يجر الحزن و نادر جداً أنه كان يكسر رتم
الأغنية بشيء يخفف جو الكأبة .. و فريد نفس الشيء حتى أن السنباطي إنتقده في هذا الأسلوب في التلحين اللي كله حزن و
كآبه .. حتى في الأفلام الغربية الحزينة هم فهموا هذه النقطة و لازم إذا الفلم حزين يتم كسر الحزن بموقف خفيف أو مضحك
يخفف الجو .. الحزن له جماليته لكن بإعتدال و هذا الشيء اللي ما فهمه عبادي و لا فهمه فريد الأطرش و تفطن له بليغ بذكائه
و موهبته الخارقه و عبدالوهاب بالإضافه للملحن المجهول ..