الرسالة الأصلية كتبت بواسطة AhmedTheKing
يا عزيزي أنت هنا تناقض نفسك مناقضات عجيبة من حيث لا تعلم .. ولا أدري كيف تبرر لنفسك مثل هذا القول؟؟
ألم يخرج معاوية رضي الله عنه على علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟
لماذا تسكت عن هذا؟
ماذا كانت فائدة خروج معاوية على علي بن أبي طالب
بل الطامة الكبرى في تاريخ الأمة الإسلامية هي خروج معاوية لأنها كانت بداية الملك ونهاية الخلافة الراشدة !!
من كان أحق بالخلافة .. علي رضي الله عنه أم معاوية رضي الله عنه؟
من كان على الحق .. ومن كان على الباطل؟
وما هي الفئة الباغية في هذا الصراع بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته؟
وبعد وفاة معاوية رضي الله عنه .. من كان أحق بالخلافة؟
ألم يكن الناس يريدون عبد الله بن عمر رضي الله عنه ؟
ألم يكن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أحق من يزيد بن معاوية؟
لا تقل لي ما الفائدة من الخروج لأنك هنا تضع نفسك في حفرة نقاشية لا خروج منها أبدا !!!!
عبد الله بن الزبير لم يعلن نفسه فجأة خليفة وعلى فكرة .. كان الحجاز كله يدين له بما فيه مكة والمدينة
وكان في مكة والمدينة جمع كبير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أتنصب نفسك حكما على "ضلالهم" جميعا ؟
وأما زيد بن علي اختار الكوفة لأنه كما لا أظنه يخفاك أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نقل عاصمة الدولة من المدينة إلى الكوفة بعد معركة الجمل !
أما النظرة السطحية فهي نظرتك للأسف لأنك تنظر إلى عبد الملك بن مروان بنظرة تقدير تعلو نظرتك إلى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن الزبير الذي حنكه الرسول صلى الله عليه وسلم بيده وأول مولود للمهاجرين في المدينة وأبوه من تعلم وأمه من تعلم وخالته من تعلم وجده من تعلم وجدته من تعلم
إن أردت النظرة بزاوية شرعية إسلامية بحتة فلا فضل لأي رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على أي صحابي عاش مؤمنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض
فما بالك برجل صحابي مؤمن .. مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض .. وعن أبيه .. وعن أمه .. وخالته أم المؤمنين .. وجده صدّيق مبشر بالجنة ثاني اثنين إذ هما في الغار وجدته عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن كنت تدعي المدافعة عن عبد الملك بن مروان بدافع شرعي فلزام عليك أن تعترف بأنه أرسل الحجاج لقتله ورضي بقتله وصلبه فعصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامدا متعمدا
وعليك أن تقر أن عبد الملك بن مروان لن يبلغ "مُدّ" عبد الله بن الزبير ولا نصيفه بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
شاء من شاء
وأبى من أبى
النقاش في هذا الموضوع يحتاج إلى بحث مطول ويحتاج تحليل أكثر من موضوعي حتى لا نخطئ ونسيء لجناب الصحابة رضي الله عنهم دون قصد منا، طبعا قرأت تعليقك في حينه (ولكن عندنا بوكلين يشتغل في الأرض اللي جنبنا مقلقل راسي ماني عارف أركز..فأجلت الرد)
وسأختصر
أول حاجة بالفهم هذا يا أحمد
يُلاحظ أننا نقع في اشكالات كبيرة
طيب الآن هل نترضى على سيدنا معاوية وعائشة وطلحة والزبير وجمع كبير من الصحابة
هل يجتمع اطلاق لفظ البغي عليهم مع الترضي عليهم ؟
هذا لا يصلح عند أهل السنة لأن الصحابة في مجموعهم عدول
واطلاق لفظ البغي عليهم هذا لا يجوز في مذهب أهل السنة
البغاة في الأصل هم قتلة عثمان.. هذه الفئة الباغية أصل البغي ومنشأة في كل هذا المشهد بدأ من هنا
قتل عثمان رضي الله في بيته والإعتداء عليه والتمثيل به والإعتداء على أهله هذا أمر جلل وخطير
ويبدو أن المخطط أكبر مما نتصور، فيه تدبير ومكر ليس الهدف عثمان بذاته
ولكن الإخلال بنظام الدولة الإسلامية بشكل عام
بعد استشهاد عثمان بويع سيدنا علي تحت ضغط القتلة حتى يروى انه بويع قبل الدفن
بعض الصحابة طلبوا منه التمهل لتأتي الجيوش وتنقذ الموقف وتقتص من القتلة
لكن فوجؤوا بالبيعة وقد أكره عليها ، هذه البيعة خطورتها أنها جعلت هناك حاجز قد منع توافد الجيوش الإسلامية من الأمصار
إلى المدينة وقد خلط المشهد وأربكه .. وانعدم اتخاذ القرار مع وجود هؤلاء القتلة وسيطرتهم على معاقل المدينة
دم عثمان كيف يؤخذ في هذه الحالة وعلي لا يملك القوة وجيشه خليط بهؤلاء الخوارج والسبئية
هنا ذهبت الفئة الهادية إلى مكة تجيش من هناك لتجتمع في البصرة للقصاص من القتلة
الأمر إلى هنا لازال طبيعيا وليس هناك ما يدعو للريبة
الذي خلط الموقف في البصرة في موقعة الجمل هم القتلة أنفسهم البغاة...
حتى أن علي بعد هذه المعركة أكرم أمنا عائشة رضي الله عنها
وحزن على مقتل طلحة.. فالأمور يا اخواني دافعها ليس بين الصحابة وبعضهم
بل الصحابة سعوا في الإصلاح وهؤلاء من الهداة المصلحين كما نحسبهم
رفض سيدنا معاوية بيعة علي حقيقة أمر يبرز معاوية كسياسي بارع
بما أن سيدنا عليا رضي الله عنه قد أصبح مسؤولا
فمعاوية ألزمه بالقصاص من القتلة وسيدنا علي لا يملك اتخاذ القرار وكان عاجز تماما
وهذا من الأمور المهمة التي يجب فهمها، وقد برر سيدنا معاوية رضي الله عنه
رفضه البيعة بأن يقتص على من القتلة بعد ذلك تتم البيعة.. هذا النص والتبرير موجود
حتى في نهج البلاغة لدى الشيعة : نصا هكذا.
روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما زلت موقنا أن معاوية سيلي الملك والسلطان
من خلال هذه الآية : ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا الإسراء 33
فلاحظوا فهم ابن عباس !
هذه المصادر الأولى في فهم الخلاف الذي جرى ليس فيها تحميل للصحابة بالبغي والعياذ بالله
بل المفاهيم التي روت ان الصحابة بغاة جاءت متأخرة وهي مفاهيم شيعية خطيرة جدا ، حيث أنها لوثت الثقافة السنية
حتى الحديث "عمار تقتله الفئة الباغية" لا يجب ولا يصح حمله على الصحابة رضي الله عنهم
وأكثر من عالم توقف عند هذا الحديث وأرجأ بأن هذا النص دس على البخاري وليس في نسخته الأولى
ولم يروى أصلا على شرط البخاري ولربما نقل بخطأ تصحيفي وانتشر في الصحاح
عثمان وعمار النون في كلمة عثمان قديما تكتب شبيهه بالراء لربما اشتبه على الخطاطين بدل عثمان كتبوا عمار
وهذا الكلام ليس من عندياتي بل قال به عراقي معروف ومهم وباحث هو صاحب المشروع السني الدكتور طه الدليمي
وأصلا سياق الحدث والفئة الباغية ينسجم مع استشهاد سيدنا عثمان رضي الله هو الأحدث الأبرز في الموقف
وإذا سلمنا بصحة الحديث ونقول انه صحيح فلا يجب تحميل النص على الصحابة رضي الله عنهم..
لأن الصحابة ليسوا بغاة .. ولن يستقيم المعنى في تحريم الرسول صلى الله عليه وسلم سب صحابته وأذيتهم
ثم يصفهم هو بالبغي. هذا لن يكون منطقيا.
والله أعلم وأحكم