لاأعلم في الحقيقة من أين جاءت مقولة أن طه حسين تعمد في كنيسة وتنصر أو اعتنق المسيحية !!
من يقرأ كتابات عميد الأدب العربي وبالذات (الاسلاميات) يشعر بسخف هذا الكلام وحتى كتاب (في الشعر الحاهلي) هو كتاب في المنهج أصلا قبل أن يكون دراسة في النماذج الأدبية وهو الذي تعرض للاتهام والتكفير بسببه أولا من رجال الدين (الرحعيين) الذين يضاهئون الكنيسة في القرون الوسطى في اصدار براءات أو صكوك غفران أو تذكرة لجهنم وثانيا من الخصوم السياسيين المناوئين لحزب الأحرار الدستوريين الذي ينتسب له طه حسين في ذلك الوقت وعلى رأسهم سعد زغلول زعيم الوفد المصري الذي اضطر لمجاراة الجمهور الغاضب وشتم طه حسين بقوله( هبوا أن مجنونا يهذي في الطريق . وماعلينا اذا لم تفهم البقر !) بعد أن كان طه حسين شن هجوما عنيفا عليه حوكم بسببه اثر مقالات بعنوان (ضعاف .. سعد وأصحابه).
ولكن وكيل النيابة المستنير ( وأظن اسمه محمد نور) حفظ التحقيق مع طه حسين في موضوع الشعر الجاهلي لانعدام القصد الجنائي ولأن الشطط في عباراته من مقتضيات البحث العلمي .
أما فريد شحاته الذي أطلق تلك المقولة فهو سكرتير طه حسين الذي يملي عليه كتاباته على مدى أربعين عاما ثم تنكر له وخان العشرة وأطلق التصريحات الكاذبة يهاجم فيها طه حسين ويدعي أنه الذي يكتب له مؤلفاته وأن كتابات طه حسين منقولة من الغرب (بضاعتنا ردت لنا) رغم مافي التهمتين من تناقض .. وبعد ذلك مقولة تنصر طه حسين. ومن يثق أصلا بهذا السكرتير الجاحد الخائن للعشرة أو بما يدعيه ؟!
وهناك السلفية التي تحاول أن تنتقم من رمز التنوير طه حسين وأبرز نموذج لهم أنور الحندي في كتابه "طه حسين حياته وفكره في ضوء الاسلام" والذي أحدث معركة وضجة وقت صدوره ورد عليه رجاء النقاش وكامل الزهيري وغيرهم ..
وهناك الاخوان الذين لم يغفروا لطه حسين دعمه القوي لثورة عبدالناصر ووقوفه ضدهم بعد حادث المنشية ومنهم جابر رزق في كتيب له بعنوان"طه حسين الجريمة والإدانه"..
وأذكر أن مجلة "المجتمع" الكويتية التي تصدر عن جمعية الاصلاح الاجتماعي وهي احدى واجهات الاخوان في الكويت نشرت خبر اعتناق المسيحية هذا ولكن ليس لطه حسين بل لنجله (مؤنس طه حسين) ابن الفرنسية والفرنسي ثقافة ومنشأ ..
وهناك أيضا المواقع التبشيرية المسيحية الدعائية الفجة التي تنشر مثل الك الأخبار وتدعي أيضا غلى أدباء اخرين اعتناق المسيحية مثل توفيق الخكيم ..
اما عميلة المخابرات الأمريكية (آيات عرابي) وشهادتها فتلك تمر عليها بدون تعليق !