لفتة ذكية وبعيدة المرمى من وزارة الثقافة ومعالي الوزير في ثنايا هذا التكريم والاحتفاء بذكرى الراحل الكبير رحمة الله عليه ..
ربما ظن بعض المريدين أن أسماء الأعلام ومشاهير الشخصيات الفنية والثقافية والأدبية والسياسية يجب أن تسبَغ على أعظم المسارح وأفخم الأحياء وأرقى الشوارع ..، مهما كانت مقطوعة الصلة والعلاقة بسيرة هذا الراحل ومسيرة حياته ..
إن المكان هو ذاكرة التاريخ ، وسجل الأحداث والوقائع ، ونبضات القلوب والأفكار والنوازع .. ومن هنا يخلّد اسم الفنان والأديب ويُحفَظ في الطبقات الجيولوجية من التاريخ الحي للمكان عندما يُطلَق مثلا على المسرح الذي غنى فيه المطرب وبزغ نجمه ، أو المقهى الذي كان يداوم الأديب الجلوس فيه ويستوحى منه شخصيات رواياته وحوادثها ، أو الشارع الذي يقع فيه بيته ، أو الحارة التي نشأ فيها وترعرع ..
وكم يبدو بعيدا عن الذوق والحس التاريخي عندما نجد أسماء شخصيات تاريخية على شوارع وأحياء لاعلاقة لهم ولم تطأها أقدامهم أو يسمعوا بها .. وهي ظاهرة تتكرر في أسماء الشوارع والأحياء في مدننا "السعودية" التي تسمى أحيانا بأسماء شخصيات مغمورة أو مجهولة أو نكرة أو قرابة أحد المسؤولين من الدرجة العاشرة أو أخوه من الرضاعة ! ، وأحيانا تشير التسميات إلى مبلغ علم القائمين على هذا الأمر من البلدية ، فهناك مثلا في مدينة الدمام شارع اسمة " شارع أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه !" رغم أن أول تسمى بأمير المؤمنين هو عمر بن الخطاب ..
لذلك نتمنى أن يطلق اسم (طلال مداح) على الشارع الذي يقع فيه بيته في جدة ، وهو في (كيلو 10) على ما أعتقد