الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فتى مكة
البقاء لله ..
بعيدا عن السياسة ..
هذا الكلام عن (الإنسانية) ليس لنا ، بل لأولئك الذين تفيض عبراتهم الآن من فرط "الإنسانية ورقة المشاعر وهيبة الموت وجلاله " ، وهم أنفسهم الذين ابتدعوا "فن الشماته" بالموتى المعارضين لهم على مدى الست سنوات الماضية على الأقل من سياسيين وعسكرين ومثقفين وكتاب وفنانين .. الخ
ماذا قالوا مثلا عند وفاة شخصيات مثل ( أحمد رجب .. أحمد فؤاد نجم .. أحمد زويل .. فاتن حمامة .. النائب العام .. ) وغيرهم الكثير ، بل هناك من شيوخ المتطرفين الهاربين من أفتى بجواز الشماتة فيهم وأنها من "السنة" على مبدأ ( موتانا في الجنة وموتاهم في النار ! ) ، بل لقد منعوا لذلك المصلين من الصلاة على الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله في أحد مساجد مصر ..
المبادئ لاتتجزأ ، والإنسانية لاتكيل بمكيالين حسب معيار (إما معنا أو ضدنا ) ..
كما أنه من غير الصحيح إطلاق مصطلح "شهيد" بالمعنى العامي الشائع ، لأن الشهيد في القرءان الكريم وفي كل الآيات هو الشاهد والحاضر وما يقابل بالإنجليزي ( witness) وليس بمعنى المقتول ( martyr ) ، أما المقتول فقد قيل عنه: ( الذين قتلوا في سبيل الله) وليس الشهداء .. ولكن كلمة "شهيد martyr " دخلت في الثقافة الإسلامية من المسيحية وتسللت بهذا المعنى إلى الأحاديث المنسوبة للنبي ..
وعلى فرض أن الشهيد هو المقتول فإن الراحل (مرسي) مات بصورة طبيعية ولم يقتل خلافا للمهووسين من أتباعه معتنقي نظرية المؤامرة .. أي أن "عزرائيل" هو الذي قبض نفسه وليس "عشماوي" !
في دين الإسلام يا أخ فتى مكة يقع معنى الشهيد على المقتول في سبيل الله وغيره ، الحديث الصحيح لمسلم برقم 1915 قال صلى الله عليه وسلم: "من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد". لاحظ أن الرسول جاء بالمعنيين القتيل والميت في حديث واحد، وفي أحاديث صحيحة ذكرت حالات متعددة للشهيد منها المبطون وصاحب الهدم والغريق وحتى النفساء التي تموت وهي تلد ، ومن قتل دون دينه وماله وأهله وعرضه أو دون مظلمته وهذه الآخيرة تشمل أي ظلم يتعرض له المسلم ويقتل بسببه..فهؤلاء شهداء بإذن الله.
أما تعريف الشهيد الذي جئت به يا فتى مكة هو تعريف لغوي وليس اصطلاحي، العلوم الشرعية في تأصيل أي مسألة يبدأ التعريف اللغوي أولا ثم الإصطلاحي، والآخير يكون خاص أكثر بالمسألة المراد فهمها حسب العقيدة ومدلولها
يفترض يكون عندك دراية بهذا الموضوع أيها المثقف !
طبعا الدكتور محمد مرسي رحمه الله نحسبه شهيدا بإذن الله، هو مسلم ومات ظلما والظروف التي مات بها وقضيته وشكل الخصومة وأطرافها تجعلنا نقول: يرجى له الشهادة (لا نستبعد أنه قتل أو صفي بطريقة مباشرة لأنه لا يوجد حقائق ظاهرة حول طبيعة التعامل معه داخل السجن) وسوء الظن مقدم عندنا في حكمنا على هذه السجون وما يجري داخلها !
أخر نقطة أي شخص يقتل في ظروف صعبة فانسانيا نتعاطف معه
ولا يشمل ذلك المجرمين وجلاوزتهم ومن يدعمهم..
ولا أقول نشمت بموت هؤلاء، لكن بطبيعة الحال سنفرح بموتهم لأنهم شر أزيح عن الناس
والخلاصة أن الإنسانية هي مع الإنساني فقط وليست مع مجرم يقتل في الشعوب ويسلبها حقوقها !