الشيخ القرضاوي له ما له وعليه ما عليه ، ولا نشمت في مسلم فضلا عن عالم.
تخبطاته ظاهرة في فتاويه ، وكثير من أهل العلم أخذ عليه جملة من المآخذ
خاصة في منهجه العلمي الذي يستند إلى تغليب الرأي ومخالفة ظواهر الأدلة
مثله في ذلك مثل الشيخ الغزالي الذي كاد أن يكون معتزليا في منهجه في رد السنة .
الشيخ القرضاوي عالم ، لكنه لم يوفق في كثير من المواقف ، وليس منها تأييده للثورات العربية
فهو في مثل هذه القضايا يُفتي أول الأمر بغلبة الظن الراجح في المسألة بما أنها من النوازل
وغلبة الظن في أول هذه الثورات هو الخير للشعوب كما في تونس ومصر مبارك ، لكن الله
غالب على أمره ، فما حدث في سوريا وليبيا لم يكن من المتوقع أن ينقلب الحاكم على الجماهير
الغاضبة من حكمه ويقتل بمثل هذه الشراسة ، وهو موقف قد يقف مثله من ينتقد القرضاوي
فلو خرج القطريون في ثورة شعبية ضد حاكم قطر لخرج لنا علماء يؤيدون هذه الثورة
ولو كانت الثورة المسلحة فلا أحسب أن موقفهم سيتغير ، ولنا في انقلاب تركيا دليل على
تناقض هؤلاء الذين أخذوا فجأة بحرمة الخروج ودفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر
فقد رأيناهم في انقلاب تركيا وهو يهللون له ويفرحون به ، فالهوى في هذه المسائل واضح .
نسأل الله تعالى أن يحسن ختامنا .