(1)
الوليد بن يزيد
هو الوليد بن يزيد بن عبدالملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي
الخليفة الأموي الحادي عشر، ولي الخلافة بوصية من أبيه عند استخلاف عمه هشام بن عبدالملك حيث بويع هشام بالخلافة و الوليد بولاية العهد.
كان شاعراً ماجناً عُرف بارتكابه الموبقات و الحرمات، وانتشرت في عهده الدعارة و المجون بشكل غير مسبوق، وكان قد حاول عمه عزله و تولية ابنه معاوية ولاية العهد وهو أبو عبدالرحمن الداخل الأمير الأموي الشهير، وكان معاوية كيساً شجاعاً قربه والده و علمه شؤون الحكم و السياسة و جهزه لولاية العهد بينما ترك ابن أخيه غارقاً في الملذات بعيداً عن شؤون السياسة، الا أن معاوية وافته المنية حيث عثر به جواده وهو يطرد ثعلباً أثناء رحلة صيد قبل عقد البيعة له.
وكان مما قاله من الشعر يسترحم عمه بأن يقربه ويبدل الوحشة التي كانت بينهما بالمودة و القرب:
كفرت يداً من منعم لو شكرتها
جزاك بها الرحمن بالفضل والمن
رأيتك تبني جاهداً في قطيعتي
ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني
أراك على الباقين تجني ضغينة
فيا ويحهم إن مت من شر ما تجني
كأني بهم يوماً وأكثر قيلهم ألا
ليت أنّا حين يا ليت لا تغني
من القصص "الكوارث" التي وردت عنه:
قصة خرق المصحف:
أخذ يومًا المصحف وفتحه فأول ما طلع له "واستفتحوا وخاب كل جبارٍ عنيدٍ" فقال:
"أتتوعدني؟" ثم علقه ولا زال يضربه بالنشاب حتى خرقه ومزقه وهو ينشد:
أتتوعد كل جبار عنيد، فهأنذاك جبار عنيد
إذا لاقيت ربك يوم حشرٍ، فقل لله مزقني الوليد!
الإلحاد والكفر في شعره:
وذكر محمد بن يزيد المبرد "النحوي" أن الوليد ألحد في شعر له ذكر فيه النبي وأن الوحي لم يأته عن ربه، ومن ذلك الشعر:
تلعب بالخلافة هاشمي
بلا وحي أتاه ولا كتاب
فقل لله يمنعني طعامي
وقل لله يمنعني شرابي !
شرب الخمر في الحج على رأس الكعبة:
ولاه عمه إمارة الحج سنة 119، قيل أنه هم بنصب قبته على سطح الكعبة و أن يشرب الخمر ويشرف منها سكراناً منتشياً على الطائفين!! غير أنه زُعم أن هذا القول مما لطخ به أبناء عمومته سمعته كي يحل لهم نقض بيعته و قتله وهذا ما حصل ..
كانت مدة خلافته سنة و شهور قليلة، قضاها في اللهو و المجون وكانت خلافته نقطة تحول في مسار التاريخ و بداية نهاية الحكم الأموي..
مهزلة نهاية حكمه ومقتله:
قتل من قبل جنده في الحرب التي وقعت بينه وبين ابن عمه يزيد بن الوليد سنة 126 ه (744 م) كان على رأسهم محمد بن خالد القسري البجلي وكان ذلك في قصر النعمان بن بشير بالبخراء، وحمل رأسه إلى دمشق فنصب بالجامع، وعرض رأسه على أخيه سليمان بن يزيد فقال: بعداً له أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً!!
وكان قد استشار خالد بن عبدالله القسري في تولية ابنه الرضيع ولاية العهد! فنهاه خالد فماكان منه الا أن أرسله لواليه على العراق فسجنه و عذبه حتى مات..
