تقدم الروس في سوريا وتراجع الايرانيون: نحو تكوين جديد للمنطقة العربية؟
قاسم قصير – موقع عربي 21
تقول مصادر سياسية مطلعة في بيروت : ان تفعيل الدور العسكري الروسي في سوريا في مقابل تراجع الدور الايراني، والذي حصل في الايام القليلة الماضية تحت اشراف ومراقبة اميركية – سعودية – تركية ، سيشكل في المرحلة المقبلة تطورا مهما على صعيد اعادة تكوين المنطقة العربية والتحالفات القائمة فيها من خلال البوابة السورية والاحداث اليمنية.
وتوضح المصادر: ان ما يجري في سوريا واليمن من تطورات ميدانية واتصالات سياسية يؤشر الى ان المنطقة العربية ستدخل في الايام القليلة المقبلة مرحلة جديدة على صعيد اعادة ترتيب الاوضاع والتحالفات ولا سيما بعد دخول الاتفاق حول الملف النووي الايراني بين ايران والدول الكبرى مرحلة التنفيذ العملي بعد الموافقة النهائية من قبل مجلس الشورى الايراني وبعد فشل معارضي الاتفاق في مجلس الكونغرس الاميركي في تعطيله.
وتشير المصادر الى انه في مقابل الايجابيات التي ستحصل عليها ايران من الاتفاق على صعيد رفع العقوبات والوضع الاقتصادي والمالي وتدعيم دورها الاقليمي في بعض الملفات الاساسية فانه بالمقابل بدأنا نشهد تراجع للدور الايراني في ساحتين اساسيتين هما اليمن وسوريا ، في اليمن لصالح السعودية وحلفائها ، وفي سوريا لصالح الدور الروسي، مما قد يمهد للوصول الى تسويات في هذين البلدين من خلال الاخذ بالاعتبار مصالح جميع الاطراف الاساسية الدولية والاقليمية.
وتتابع المصادر: انه بعد الهجوم الايراني على اكثر من جبهة خلال الاشهر الماضية والذي ترافق مع المفاوضات حول الملف النووي الايراني وبعد التوصل الى الاتفاق حول هذا الملف بدأنا نشهد تراجعا في الدور الايراني في مقابل تزايد دور السعودية وحلفائها في اليمن ، ومن ثم جاء الدور العسكري الروسي في سوريا والذي تم دون اية معارضة من اميركا وتركيا والسعودية والذي سيكون على حساب الدور الايراني الذي تفاقم في السنوات الاربع الماضية منذ بدء الازمة السورية.
وانطلاقا من هذه المعطيات تتوقع المصادر السياسية في بيروت ان تشهد الاشهر الثلاثة المقبلة تسارعا في الاتصالات والمفاوضات على صعيد الملفين اليمني والسوري من اجل الوصول الى حلول سياسية تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الميدانية والعسكرية خصوصا في ظل الانعكاسات السلبية للازمة اليمنية على الاوضاع في الخليج ولا سيما على الصعيد المالي وكذلك تفاعل ملف اللاجئين السوريين الى الدول الاوروبية ، مما ادى الى تحرك المسؤولين الاوروبيين والاميركيين من اجل تفعيل الاتصالات مع الروس للبحث عن حل سياسي للازمة السورية يتضمن القبول بمرحلة انتقالية يشارك فيها الرئيس السوري بشار الاسد ، على ان تؤدي الى اجراء انتخابات نيابية ورئاسية تساهم في اختيار قيادة جديدة لسوريا.
وتعتبر المصادر السياسية في بيروت : ان المنطقة العربية تعيش حاليا مرحلة انتقالية او ما يمكن تسميته بمرحلة اعادة التكوين وان دور الاطراف الاقليمية والدولية في هذه المنطقة سيتبلور في الاشهر المقبلة مع استبعاد التقسيم الجغرافي والدستوري نظرا لمخاطره الكبيرة على الدول الاقليمية الكبرى في المنطقة والاكتفاء باعادة توزيع ادوار الدول الاقليمية في المنطقة العربية من خلال عدم السماح بتحكم دولة دون اخرى في المنطقة.
وتشير المصادر الى ان تركيا وروسيا سيكون اللاعبان الاساسين في سوريا على حساب الدور الايراني، في حين ان ايران ستكون اللاعب الاقوى في العراق وستعود السعودية للعب الدور الفاعل في اليمن ، اما لبنان فسيبقى ساحة لتقاسم النفوذ بين عدة دول ولاسيما ايران والسعودية مع رعاية دولية واقليمية مستمرة.
هذه هي معطيات المصادر السياسية في بيروت بانتظار الحكم على صحتها في الاسابيع المقبلة وقبل انتهاء العام الحالي.
قاسم قصير