ستون سنة، أو سبعون أو أربعون، أيً كان الرقم، هذه حياتك ستعيشها مرةً واحدة وأنت فقط من أعطيت له الفرصة أن يعيش هذه الحياة .. لو نظرت إلى خط الزمن من ( - مالا نهاية ) إلى ( مالا نهاية ) لو جدت عمرك لا يذكر ( متناهي الصغر يذهب إلى صفر ) رغم أنه بالنسبة لك كل شيء .. لا يجب أن تنظر إلى نسبيته للزمن الكلي ولكن يجب أن تنظر بتمعن إلى نسبيته إليك، كل شيء بالنسبة لك ..

لقد تساءلت و فكرت و قدرت و أعدت النظر في كل شيء عني و عندي و حولي، رأيت أن هذه هي الفرصة الحقيقية للحياة، لا يوجد هناك شيء يثبت العكس، كل ماقيل ليس مثبت و أنا لم أكن على استعداد أن اضحي بحياتي و بكل شيء بالنسبة لي (عمري) لأجل أقوال أناس آخرين غير مثبتة و لا مقنعة .. ببساطة قررت أن استغل هذا العمر و لا احياه على منهاج غيري .. من جعلك هنا أراد أن يكون لك تجربة مختلفة و خاصة بك ..

تخيل أن تقضي ستين سنة و أنت تتبع أقوال شخص قرر أن يعيش هو أيضاً على طريقته في زمنٍ مختلف ثم تكون النتيجة انكما على خطأ. مالذي يدعك أن تحاول أن تعيش مثله؟ هو حاول و اجتهد و اخذ ما له و ما عليه، ألست أنت من اعطيت فرصة وحيدة لأن تعيش حياتك كما عاش هو حياته ؟

تخيل أن تخسر حياتك الوحيدة بكل مافيها من فرص و متع و مغامرات و نجاح و أفكار و تطور في مسيرة الانسان من أجل اجتهاد شخص أو مجموعة أشخاص لست متأكد هل اجتهادهم صحيح أم لا ؟! لماذا؟

تخيل أن تقبل بوضع قوانين اعتباطية داخل منزلك من قبل اشخاص ليس لهم حق التدخل في هذا المنزل و تقبل بها دون أي سبب ولا حاجة؟ حياتك هي منزلك الكبير لماذا تسمح لغيرك بأن يرسم مخططها ؟

هذه الحياة جُعلت لك أنت وحدك، لكي تجرب و لا تتبع تجارب غيرك، خُلقت لك لكي تستمتع بجنون التجربة والاختبار، جرّب و قدّر و حاول و اجتهد، أنت، نعم أنت، و ليس هو المُبجل..

إذا كنت قد تجاوزت الاربعين فلا تقل مضى من العمر أكثر مما تبقى لأن العشرون الباقية خيرٌ من لا شيء.
وأنت يا من يغرد بصوت يملؤه عنفوان الشباب و أنفة العقل الثائر الشاب لا تسمح لأحد أن يجبرك على تخطيط حياتك الوحيدة أو يعيشها بدلاً عنك ! لا تخسر حياتك و اعمل و انجز و استمتع و تفنن و ابدع، اعمل على تخليد اسمك ولا تعبد الخالدين، لا تسمح للموتى برسم خطة حياتك ..

أيها الشاب العظيم، لا تأبه بصوت التقاليد ولا جموح السائد الذي يطمس الحقائق، تذكّر أن العظماء لا يؤمنون بما آمن به العاديون .. هذه حياتك فلا تخسر ثانية واحدة منها لأجل أحد، أيً كان هذا الأحد ..


أحبكم ..