لماذا تركت الدين - قصة ملحد سعودي



يشرح هذا الملحد .. لماذا هو ملحد ويقول :

لاأعتقد أني أستطيع تسمية تجربتي بأنها ترك أو إبتعاد عن الدين، لأني لم أشعر يوماً بانتماء للدين. فكرة الشخص المختفي في أعالي السماء، الذي كتب كتاب قبل 1400 سنة، ثم أوصله للأرض عن طريق شبح مجنح "ملاك" ليلقنه شخص واحد فقط في الجزيرة العربية كدليل على وجوده، لم تثبت وترسخ في دماغي مهما فرضت ورددت هذه الفكرة علي. حاولت إقناع نفسي بلا جدوى.

في سن 8

في سن الثامنة، كان عندي إعتقاد غريب. حينما كان والدي يصطحبني إلى المسجد، كنت أفكر إن كان جميع الناس في المسجد هم بالفعل مؤمنين بما يمارسون من سجود وركوع، أو فقط يفعلون هذه الأشياء لأن ليس لهم خيار في الموضوع ... مثلي.

فكرة الله والدين شغلت جزء كبير من حياتي اليومية منذ الصغر. في مكتبة البيت، كانت هناك سلسلة قصصية للأطفال عن الحضارات القديمة مثل الفرعونية، الإغريقية، الرومانية، الصينية، وفي كل كتيب توجد صور للحضارة المعنية ونبذة عن الإلهة التي عبدوها وقوانينهم أشياء أخرى. عندما رأيت الصور وقرأت عن هؤلاء الشعوب ولاحظت مدى التشابه في التقاليد والأفكار: "خالق"، "دين"، "عبادة"، بدأت شكوكي تتزايد:

مالفرق بيننا وبينهم؟
هل من الممكن أن تكون آلهتهم حقيقية؟
هل جميع هؤلاء في النار؟
لماذا يقوم الناس باختلاق آلهة؟!
هل المسلمين أيضاً إختلقوا آلهتهم وألفوها؟ لم لا؟
هل الله في كل مكان؟!
كيف في كل مكان، هل يعني أنه موجود حتى في الحمام؟
هل يشاهد كل شيئ حتى أحلامي؟!

بدأت هذه الأسئلة تمطر على والدي كل يوم، ولكن لم ألقى أي إجابات مرضية.


في سن 10

قد يتسائل البعض، إن كانت فكرة الإحتراق في جهنم لأبد الآبدين مرعبة بالنسبة لي في تلك السن، أو كانت دافع للإيمان وترك الشكوك. في الحقيقة، أن النار بالتحديد رسمت لي صورة بشعة وقبيحة جداً عن "الله"، كان تأثيرها عكسي. كنت أتسائل لماذا يخلق إله مخلوقات ثم يحرق هذه المخلوقات! لو كان هناك إله موجود لاأعتقد أنه سيقوم بحرق مخلوقاته إلى أبد الآبدين. عندما أفكر في النار، تأتي في عقلي صورتين: صورة الإله القبيح الشرير وصورة عالم بدون هذا الإله. بالطبع كنت أميل إلى الصورة الثانية حتى مع جهلي ذاك الوقت بأن فكرة "لاإله" هي إمكانية واقعية. خرافة النار كانت سخيفة حتماً بالنسبة لي، وفسرتها بأنها مجرد تخويف لمن يخالف صاحب الدين. عندما يتم إستحضار النار في حديث مع والدي أو أصدقائي، كنت أظهر الإستنكار والإشمئزاز دائماً، حتى مع علمي أن إستنكاري سيغضبهم.

كنت أحياناً أحاول أن أبرر أعمال "الله" وغاياته وطريقته في التواصل مع البشر، لكن في كل مرة أحوال التبرير ألاحظ أني أحوال الكذب على نفسي، لاأكثر.

في سن 14

أسمّي هذه الفترة "سنوات الغضب"، وأتذكر في بعض المرات أكون أقرأ القرآن في حصة الدين وأفكر في نفسي: كيف يمكن للناس أن يؤمنوا بهذا الهرااااء! مستحيل أن يكونوا جادين!! ... كنت أحترق من الداخل. في هذه الفترة تعرفت على الكثير من رموز المنطق والعلم والأخلاق مثل برتراند راسل وداروين وكارل سيجن، وقرأت لهم وعنهم الكثير. أصبح رفضي وإلحادي لادعاءات الدين متين ومبنى على العلوم والمنطق، وليس الغريزة أو الشك الطبيعي كما في السابق. أيضاً توسعي في القراءة عن الدين الإسلامي وباقي الديانات، وكمية الغباء والضرر الذي نتج بسببها هو ما أدى إلى إنفجاري وسخطي على المجتمع ومن حولي. في هذه المرحلة من عمري، أصبح الدين عدوي اللدود، والشر الحقيقي الذي يجب أن يقتلع من جذوره إلى الأبد لنعيش في طمأنينة وعقلانية وسلام.


-----------------------------------------------





فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)

إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)

صدق الله العظيم