( معزف الحب )
قلادة ذهبية في عصر الفن الذهبي
يا معزف الحـب إن الـروض مزدهـر
فطـاب فيـه لمـن هامـوا بـك السمـر
طـلال أنـت ومـا فـي الأيــك شـاديـة
إلا وساجـلـهـا فـــي كــفــك الــوتــر
وكـل جـرح لمـا أعطـيـت مــن نـغـم
عـالـجـتـه فـمـحــا إيــلامــه الــقــدر
فـأنــت قـيـثـارة إن أرسـلــت نـغـمــا
فــي كــل نـافــذة مـــن وقـعــة اثـــر
فكـم شــدوت بـنـار البـعـد فابـتـردت
وكـم لهيـب الهـوى بالرجـع يستعـر
وأنــت مــن نـعـم المـولـى ونائـلـهـا
قـد انتشـى بـنـداه السـمـع والبـصـر
فــان تغيـبـت عـنــا خـلــف غـائـمـة
خلف السحائـب كـم قـد غيـب القمـر
وعدت بالبسمة الجذلـى تطـوف بنـا
احلـى روافـدهـا مــن ثـغـرك الـغـرر
وفــي جوانحـنـا الأصــداء سـائـحـة
تثـيـر فيـنـا هــوى قــد كــاد يـنـدثـر
وفـــي الـتـرقــب أجــفــان مـقـرحــة
داوى جراحاتـهـا مـا شـاعـه الـخـبـر
فـقـد طربـنـا بـصـدق فـــي روايـتــه
لـمـا أهـلـت بـنـور الطلـعـة الـصـور
وكــل خـافـقـة فـيـنـا قـــد انتـعـشـت
لما استراح إلى مجلى السنـا النظـر
يا معزف الحب أحلام الهوى رقصت
أطيـافـهـا وهـــي لـلألـحـان تنـتـظـر
اعـد إليهـا الهـوى إن النشيـد بـكـى
وســوف يضحـكـه تغـريـدك العـطـر
فـأنـت أنــت لـمــن يـهــواك أغـنـيـة
تسري فيطرب مـن ترديدهـا البشـر
( طاهر زمخشري )