مصطلح الإسلاميين
د . محمد بن عبدالعزيز المسند
شاع في الآونة الأخيرة لدى بعض الكتّاب المحليين ، وبعض الصحف المحلية ، إطلاق مصطلح ( الإسلاميين ) ! .. ويريدون بذلك أهل الخير والصلاح من العلماء والدعاة والمصلحين في هذه البلاد ، وإنّ من أوائل من عرف عنه إطلاق هذا المصطلح في تاريخنا الإسلامي ـ فيما أعلم ـ هو الإمام الأشعري رحمه الله ، في كتابه ( مقالات الإسلاميين ) ، لكنه أراد معنى غير الذي أراده هؤلاء ، فإنه أراد كل من ينتسب إلى الإسلام من جميع الطوائف والفرق حتى المنحرفة منها .. أما هؤلاء فقد أرادوا معنى آخر ..!
وبعيداً عن سوء الظن ، فإنّ بعض هؤلاء الكتّاب قد لا يدرك أبعاد خطورة إطلاق مثل هذا المصطلح ، لا سيما في مثل هذه البلاد ، وحتى تتضح الصورة ، لابد من بيان حقيقة الأمر ، وما ينطوي عليه من المخاطر ، فأقول : إن من المعلوم الذي لا ينازع فيه منازع ، إن هذه البلاد هي معقل الإسلام ، وأن نسبة المسلمين فيها من أهلها 100% ، حتى المنافقون الذين هم في الباطن كفار ، هم في الظاهر محسوبون على المسلمين ، وهذا هو ما ينبغي أن تكون عليه هذه البلاد إنفاذاً لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولئن ساغ إطلاق هذا المصطلح في بعض البلاد الكافرة التي يمثل المسلمون فيها أقلية ، فإنه لا يسوغ في هذه البلاد التي لا محل فيها لغير المسلمين ، وإن في إطلاقه خطورة على المجتمع نفسه ، وعلى مُطْلِقِه .. أما خطورته على المجتمع ، فإنه يؤدي إلى انقسامه وتفرق أفراده ، فهذا إسلامي ، وذاك كذا ( أي غير إسلامي ) .. الخ .
وأما خطورته على مطلقه ، فلأنه أخرج نفسه من دائرة الإسلاميين ـ على حد تعبيره ـ فحكم على نفسه بأنه غير إسلامي ، أي من غير المنتسبين إلى الإسلام كما عبر عن ذلك الأشعري رحمه الله ، فيكون قد رضي لنفسه بأن يكون شيئاً آخر : علمانياً ، أو ملحداً ، أو غير ذلك مما يضاد الإسلام .
وإن من العجب أن هؤلاء الكتّاب يغضب أحدهم إذا سمع من يصنف الناس إلى علمانيين وملحدين .. الخ ، ثم نراه بعد ذلك يكرّس هذا المفهوم من خلال إطلاقه لمثل ذلك المصطلح على أهل الخير والصلاح .
والمقصود أن هذا المصطلح ـ مصطلح الإسلاميين ـ مصطلح علماني دخيل ، لا يصح إطلاقه على أحد من أبناء هذه البلاد ، فأهل هذه البلاد كلهم مسلمون ، قد رضوا بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه رسولاً ونبياً ..
ومثله مصطلح ( السلفيين ) ، أو التيار السلفي ؛ فإن هذه البلاد ـ ولله الحمد ـ إنما قامت على التوحيد ، وعلى الدعوة السلفية المباركة ، وأهلها سلفيون ، إلا من رضي لنفسه الخروج عن منهج السلف إلى مناهج أهل البدع ، ومثل هذه المناهج لا محل لها في مثل هذه البلاد بإذن الله .