مرحبا .
أمس دخلت على رسائلي الخاصة وقرأت بعضا منها وتعجبت من الكم الهائل من المناقشات التي كنت اخوضها على الخاص ، لذلك كنت دائما اطالب الادارة بزيادة عدد حروف الرسالة .
كنت نشيطا وفعالا في تلك الأيام في عام 2010 .
المهم هنالك رسالتان شدتني ، إحداها كانت تكملة لنقاش مع أحد الأخوة لموضوع تم قفله من قبل الإدارة ، كان يتحدث ذلك العضو عن كرهه للتسميات ورفضه لها ، وأنه يوصف نفسه بأنه مسلم فقط ، وأنا مثله ، لكن ما باليد حيلة ، أصبحت التسميات واقعا .
فأردتُ في الموضوع ان أبين له ضرورة التسمية اليوم فسألته سؤالا حتى نخرج من الخلاف :
ما رأيك بهذا التوصيف :
نسمي الذي وافق الحق ( مسلم مصيب ) واللي جانب الحق ( مسلم مخطئ)
إيش رأيك في هذا الوصف ؟
طبعا لم يجبني بسبب الاغلاق ، فزرته على الخاص وأوضحتُ له وجهة نظري
وكانت كالتالي وقد خذفتُ اسمه وجعلته فلان ، وتصرفتُ قليلا جدا في النص :
السلام عليكم
كيف الحال اخوي فلان .
انتظرت جوابك حتى أكمل لكنك لم تجب واغلقوا الموضوع .
ولا اعلم هل كنتَ مشغولا أم أن السؤال ربما كان سخيف !
سأفترض الثانية ، وأفترض افتراضين وأكمل :
إذا قلتَ نعم أوافق على تقسيم المسلمين إلى مسلم مصيب ومسلم مخطئ فإن هذا هو جوهر ما تحدثتُ عنه أن التقسيمات أصبحت واقعا ملموسا ، وهو ما يؤكد كلامي أن الإسلام فعلا أصل وهو تأكيد لكلامك ، ولكن هنالك مذهب واحد أو فرقة واحدة أصابت أصل الإسلام .
فلو سألك احدهم هل تسب عائشة مثلا فأجبته أنت بلا .
سيقول لك أنت إذن إما سني أو صوفي أو أشعري
لأن الشيعة يسبون عائشة .
فإن قلتَ له : أنا أرفض هذه التسميات فأنا مسلم فقط
سيقول لك : الشيعة مسلمين لكنهم يسبون عائشة ، هل أنت شيعي ؟
أكيد ستجيبه بلا .
لذلك ستجد نفسك تلقائيا يجب أن تعلنها أنك لست شيعيا
لذلك وجب عليك أمران :
إما أن تقول أنك صوفي أو أشعري أو سني
أو أن تقول انك مسلم غير شيعي .
إذا بقيت مصرا على انك مسلم غير شيعي
فسأسألك : هل تعمل حضرات وموالد ؟
إن كان جوابك لا فأنت لستَ صوفيا ، ستكون أشعري أو سني .
وإذا كان جوابك نعم وزعمتَ انك مسلم فقط سأقول لك :
لا يا فلان ، فهنالك من المسلمين من لا يقيمون الموالد .
وحينها ستجد نفسك مجبرا على أن تقول بأنك مسلم غير شيعي ولا صوفي .
طبعا إنا مثلت بأربع فرق ، وإلا فالفرق الإسلامية كثيرة .
بقي لك أن تكون أشعري أو سني .
سأسألك ، هل تنكر صفات الله أم تثبتها كما جاءت عن النبي .
إن كان جوابك لا أنكرها فيستحيل أن تكون أشعري
لأن الأشاعرة للأسف ينكرون بعض صفات الله
ويؤولونها على غير معناها .
أما السنة فيؤمنون بالصفات المذكورة
في القرآن والسنة كما هي .
فإن قلتَ : لا أنكرها ومع ذلك فأنا مسلم فقط
سأقول لك : أكملها ، أنت مسلم غير شيعي ولا صوفي ولا أشعري .
أليس هذا التوصيف على طوله يصح ان يكون اسما لمذهب ؟
على العموم ، ماذا إذا بقيت مصرا على أنك مسلم فقط ؟
سيأتيك أحد النصارى مثلا ويقول لك :
إيش قصة الحضرات والدروشة
أو مرة أسمع أن نبيا يعمل حضرات وموالد ؟
أكيد ستسارع إليه وتقول بأن النبي لم يكن يعمل موالد .
_ يا أخي انتم المسلمون تعملون موالد .
_ لا ، اللي يعملون الموالد هم الصوفية فقط .
_ طيب ألستَ مسلما .
_ نعم انا مسلم فقط ولا أؤمن بالتصنيفات .
_ إذن انت تسب الصحابة .
_ لا ، أنا مسلم لا أسب الصحابة
_ أنت تعمل حضرات .
_ لا أنا مسلم لا أعمل حضرات .
_ إذن أنت مسلم تنكر الصفات
_ لا ، أنا مسلم لا أنكر الصفات
طيب يا عم فلان اختصر الكلام وقل إنك سني .
سيعرف كل مستمع انك لا تنكر الصفات
ولا تعمل حضرات ولا تسب الصحابة .
أي انك بكل الطرق لا بد ان تنسب نفسك لإحدى الفرق .
لذلك أنا سألت أي الفرق تمثل الإسلام الصحيح .
لأنه مستحيل أن يكون المسلمون
كلهم زاغوا عن منهج النبي .
أكيد واحد منهم ما زال يمشي
على منهج النبي صلى الله عليه وسلم .
لذلك أخوي فلان لا تتأثر بصيحات البعض
ابتعدوا عن المذهبية ابتعدوا عن الطوائف
لأن هذا الأمر أصبح واقعا منذ زمان علي رضي الله عنه .
ولا تلتفت إلى قول الأخ فلان الفلاني
أن كلمة ( آهل السنة ) ظهرت متأخرا .
فقد سمعت احد العلماء يقول أن أول من أطلقها
هو ابن عباس ، ثم سار عليها الذين لم يكونوا
شيعة ولا خوارج ولا معتزلة فأصبحوا أهل السنة .
جاء في تفسير ابن كثير ما يلي :
" وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال : في قوله تعالى : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ، وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } سورة آل عمران من آيتا (106- 107 ) ، قال : الذين ابيضت وجوههم : هم أهل السنة والجماعة وأما الذين اسودت وجوههم قال : هم أهل البدع والضلالة " .
هذا الكلام من صحابي في القرن الأول .
وحتى لا تظن أنني مختلف معاك .
نعم الأصل هو الإسلام والمنهج النبوي .
ولكن من مِن المذاهب الآن وافقت المنهج النبوي ؟
ثم سمني بعد ذلك صوفيا سمني معتزليا سمني رافــضـــيا
لا فرق إذا كنتُ متبعا للقرآن والسنة .
أرأيت يا فلان كيف أن هذه الأسماء
ما هي إلا مصطلحات لتقييد المعنى فقط .