فيلم طويل يزيد على 5 ساعات ويقتصر على 5 سنوات فقط من 80 عام !!
يبقى على قائمة الإنتظار حتى يأتي وقت مشاهدته !
أما المقارنة بين (الثورات العربية) والثورة الفرنسية فهناك أوجه شبه كثيرة من حيث مسار الأحداث الخارجية ، ولكن لايجوز تجاهل الفوارق الأساسية بينها ، فرغم أن أسباب حدوث الثورات متقاربة ( الجوع والفقر والقمع ..) إلا أن الثورة الفرنسية أزاحت الملكية وطبقة الإقطاع والكهنة ، وصعدت بالطبقة البورجوازية المستنيرة ، وأعدمت لويس السادس عشر وماري انطوانيت ، وجاءت بعد التمهيد الفكري بواسطة التنويريين الفرنسيين ( فولتير وجان جاك روسو ومونتسكيو وديدرو وفلاسفة الموسوعة الفرنسية .. ) الذي قوّض الفكر الإقطاعي واللاهوتي وأرسى دعائم الجمهورية الفرنسية العلمانية ذات الموقف الحاسم في فصل الكنيسة عن الدولة والتمييز بين السلطة الدينيّة والدولة ..
على خلاف الثورات العربية التي أزاحت نخبة حاكمة اعتراها الفساد وأخفقت في تحقيق التنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر والبطالة ، واعتمدت أسلوب الدولة البوليسيبة القمعية للقضاء على الاحتجاجات دون معالجة أسبابها الحقيقية ..
ولكنها في ذات الوقت صعدت بالتيّارات الدينية المحافظة (إن لم نستعمل وصفا آخر) والمعادية للحداثة والعلمانية والليبرالية والديمقراطية والتنوير ، والتي تعتمد خطاب يقوم على مفاهيم (الخلافة والبيعة والولاية ..) وكل مفردات الفكر الديني القروسطي ماقبل الحداثي ، هذا بالإضافة على كونها مخترقة مخابراتيا مما جعل من تلك الثورات ردّة إلى الوراء أو مؤامرة ونكسة كما يقال أحيانا ، وليس خطوة إلى الأمام كما هو حال الثورة الفرنسية .. هذا إذا أغفلنا مشكلة "الإنتماء والوطنية" والارتباط بتنظيم دولي يجعل الولاء للفكر والجماعة فوق الولاء للوطن بحدوده الجغرافية
ليست كل "ثورة" جيّدة وليس كل (انقلاب) شرّا في المطلق .. و"الثورة" بدون تمهيد فكري أو ثورة فكرية هي مجرّد "هوجة" أو "إنتفاضة" أو فوضى وعودة لحقبة أمراء العشائر والطوائف .. والواقع غنيّ عن التعليق !