اقتلوا مجنون ليلى
قد رسمتُ الدرب للعاصين مثلي
نحو نهدٍ من رخامٍ ، لم أبالي
إنني مهديّكم للعشق قوموا
واشربوا كأسي نبيذاً من خيالِ
قدموا للرب قرباناً بإسمي
ربما نلتم بقربانٍ وصالي
واذبحوني واحرقوا ما زادَ مني
كللوا بالإفكِ ساحاتِ النزالِ
ثم قولوا : ساحرٌ ، أو شاعرٌ نا ..
دى بكفرٍ ، واقتلوا صوتَ الجمالِ
لا أرى مجنونَ ليلى غير هاوٍ
لم يمسّ المجد يوماً للأعالي
يا بني أمي لَقلبٌ عاشقٌ أغـ
لى من الدرِّ المسجّى في السلالِ
قد تراءى لي خيالٌ من بعيدٍ
ربما وحيٌ ينادي قلبَ سالي
قال : يا هذا تواضعْ واستجبْ لي
وارتضيني ، إنني حتمٌ سؤالي
دعكَ مني _ قلتُ في نفسي _ رويداً
لستَ أهلاً لاعتمادي وارتجالي
أيهذا الوحي زُرْ مجنونَ ليلى
حبُّه العذريّ عافتهُ الليالي
ربما قيسٌ وليلى فيكَ دينٌ
أجوفٌ مُستنسخٌ فاقَ احتمالي
لستَ مني ، لا ولا آمنتُ يوماً
بالمُنى تلهو بها كفُ الرّمالِ
أيها الصوتُ الذي نادى شريداً
كُفّ عن روحي ولا تأبه لحالي
* * *
يا رفيقاً صار دنيايَ وموتي
يا حبيباً باتَ حِلّي وارتحالي
لا تبارح ظلّيَ الداني كغصنٍ
رُبَّ ظلٍّ قد غدا وجهَ الكمالِ
ويحَ شعري ، هل بشعرٍ يُشترى مجـ ..
ـدٌ عظيمٌ ، أم بأفعالِ الرجالِ ؟
ويحَ قلبٍ آثر الشكوى كطفلٍ
وارتضى الذلّ سبيلاً للوصالِ
كُفّ عن نوحٍ ودمعٍ ما كهذا
تُورَدُ العيسُ ، تجلّدْ كالجبال
يا نديمي صُب لي كأسي وزدني
خمرةً أنسى بها همّي وحالي
ربَّ كأسٍ هامَ فيها شاربوها
غلفتْ ذاتي بثوبٍ جِدُّ بالي
جاهداً أسعى بها صوبَ التسلّي
علّها تقوى على لجمِ انفعالي
إن جرحَ القلبِ يُكوى بعدَ سُكرٍ
بالرماح السُّمر أو بِيْضِ النّصالِ
ويحَ ليلى ، كيف ترجو منكَ وعداً ؟
هل بدمع العينِ ترضى ؟ أم بمالِ ؟
إنّ حباً زادُهُ الشكوى سقيمٌ
إن أردتَ الوصل فابذل كلّ غالي
اقتلوا مجنون ليلى واتبعوني
إنه الطاعون في الشعر المُقالِ
... هاني غيث